تأثرت الكتابة الفنية في هذا العهد بما سبقها. وكانت كتابة الإنشاء والترسل في مصر في عهد الفاطميين والأيوبيين على مثل ما كانت عليه في المشرق من إتباع طريقة ابنالعميد بل ربما قل فيه الإلتزام بالسجع ومحسنات البديع.ولما ظهر القاضي الفاضل في القرن السادس الهجري وتولى الكتابة في ديوان الانشاء للأيوبيين أراد أن يحاكي كتاب المشرق في البديع فزاد عليهم وأربى واخترع طريقة جديدة عرفت بالطريقة الفاضلية. وتقوم على الاعتناء بفنون البديع من السجع والجناس والطباق والتورية واللجوء إلى المنظوم من الشعر وحل أبياته والاعتماد عليها في الكتابة، وكذا اقتباس الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وتضمين الأمثال والحكمومشهور الأقوال.وقد ظهر في كتاباته في ديوان الإنشاء ذوقه الأدبي وسعة مادته في اللغة ووفرة محفوظه في الأدب. ولقب القاضي الفاضل بشيخ الكتاب أو صاحب الطريقة الخاصةفي الكتابة كما لقب العماد الأصبهاني بعمدة المنشئين.وقد سار الكتاب في العصر المملوكي على طريقة القاضي الفاضل وجرى في حلبة الكتابة من ليس له باع في هذا المجال ممن اعتمدوا على الإكثار من المحسنات البديعيةوالتكلف فيها لدرجة ابعدتها عن الجمال الفني.