نسب النبي صلى الله عليه وسلم هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. نسب أمه صلى الله عليه وسلم الموافق للعشرين من أبريل، سنة ٥٧١م، وهو العام الذي وقع فيه حادث الفيل. رضاعته صلى الله عليه وسلم أول من أرضعه صلى الله عليه وسلم أمه السيدة آمنة بنت وهب، ثم ثويبة الأسلمية جارية عمه أبي لهب، وأمه آمنة بنت وهب، فكفله جده عبد المطلب، ثم عمه أبو طالب، فرعاه كل منهما أحسن رعاية. أراد جده عبد المطلب أن يأخذه معه لزيارة أخواله في يثرب (المدينة المنورة). واستمتع النبي صلى الله عليه وسلم برؤية البلاد والناس. وفاة أمه في يثرب وتوفيت في يثرب. فعاد النبي صلى الله عليه وسلم مع جاريته أم أيمن إلى مكة، حيث احتضنه جده عبد المطلب بحب ورعاية. كفالة عمه أبي طالب تولى عمه أبو طالب رعايته، وعامله كابن له، فكان يحبه ويحميه. وعاش النبي صلى الله عليه وسلم في كنف عمه حتى بلغ سن البلوغ. بشرى بحير الراهب أراد عمه أبو طالب السفر في تجارة إلى الشام، التقيا راهباً اسمه بحير، فنظر إلى ظهر النبي صلى الله عليه وسلم، ونصحه ألا يدخل به بلاد الشام، بعد أن بلغ النبي صلى الله عليه وسلم الخامسة والعشرين من عمره، حتى طلبت منه السيدة خديجة بنت خويلد أن يسافر إلى الشام لتجارتها، فقبل النبي صلى الله عليه وسلم، وتزوج منها، --------------------------- بدء الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم جاءه جبريل عليه السلام في غار حراء، فأخذه جبريل عليه السلام فغطاه حتى بلغ به الجهد، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم. فلما أخبره النبي صلى الله عليه وسلم بما حدث، بشره بأنه سيكون نبي هذه الأمة. وكان من أوائل من آمن به: السيدة خديجة بنت خويلد، وزيد بن حارثة، وحاضنته أم أيمن، وعثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، وعبد الله بن مسعود. فبدأ بأهله الأقربين، ثم صعد في يوم على جبل الصفا، وقال: "يا معشر قريش، أرأيتم لو أني أخبرتكم أن خيلاً بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم، أكنتم تصدقوني؟" قالوا: نعم، ما جربنا عليك كذبًا قط. قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد. قال: لا أفعل، فوالله ما جئت ببدعة، اضطهاد قريش للمؤمنين رفضت قريش دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، إيذاؤهم للرسول صلى الله عليه وسلم: من صور إيذاء المشركين للنبي صلى الله عليه وسلم: أن أم جميل بنت حرب زوجة أبي لهب كانت تضع الشوك في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، إيذاؤهم لأصحابه صلى الله عليه وسلم: وصل إيذاء قريش إلى المستضعفين والأرقاء، كي يفتنوهم في دينهم، ومن هؤلاء: بلال بن رباح الحبشي، حيث يحكمها ملك عادل لا يظلم عنده أحد. فخرج بعض المسلمين إلى الحبشة، وكان عددهم أحد عشر رجلاً وأربع نسوة، منهم: عثمان بن عفان وزوجته السيدة رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، والزبير بن العوام، وعبد الله بن مسعود. وأكرمهم ووفر لهم الأمن والأمان. في سنة ست من البعثة (616م)، وجد المسلمون أن موقف قريش لم يتغير بل زاد في قسوته وعنفه، ففكر كثير ممن هاجر الهجرة الأولى إلى الحبشة أن يعودوا إليها مرة ثانية. ثم عادوا بعد أن أذن لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى المدينة. فلما سمع منهم ما يدعو إليه النبي صلى الله عليه وسلم من أخلاق كريمة، أسلم واقتنع بذلك ورفض تسليم المسلمين إلى وفد قريش. ------------------ وأن النجاشي قد منع وحمى من لجأ إليه، ولم يرضيا عن استخفاء المسلمين. ومن أجل ذلك كله فكرت قريش في طريقة جديدة تفسد بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه غايتهم، فاتفقوا على مقاطعتهم مقاطعة تامة، فلا يتزوجون من نسائهم ولا يبيعون لهم شيئًا ولا يشترون منهم شيئًا، حتى يسلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتل. وعلقوا الصحيفة في جوف الكعبة. لم يستطع أحد من المسلمين خلالها أن يدخل مكة، كالتي كان يقوم بها حكيم بن حزام (ابن أخي خديجة) إذ كان يحمل إليهم الطعام في ظلام الليل إلى حيث يقيمون، وكذلك هشام بن عمرو القرشي كان يأتي بالبعير محملا بالطعام فيسيره ليلا حتى يدخله الشعب عليهم، ثم نادى في الناس: يا أهل مكة: أنا آكل الطعام وألبس الثياب، والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة الظالمة، ووافق بعض العقلاء من القوم على رأي زهير بن أمية، نهاية المقاطعة علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بما حصل للصحيفة، وعزم على الاستفادة من ذلك؛ فخرج في عدد من بني هاشم إلى الكعبة، وهناك خاطب الحاضرين من رؤساء قريش قائلا: قد أخبرني ابن أخي أن وثيقتكم قد أكلتها الأرضة، وافق الحاضرون من رؤساء قريش على اقتراحه، وكشفوا عن الوثيقة فوجدوها كما قال أبو طالب، تهلل وجه أبي طالب بشرى، وعمت وجوه المشركين الحزن والكآبة. وقد تشجع بهذه الحادثة هؤلاء الذين عقدوا النية على نقض الصحيفة، وكان خروجهم في السنة العاشرة من البعثة وكان خروجا عزيزا. حادثتان مؤلمتان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم الحادثة الأولى، وفاة عمه أبي طالب، Image of أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلمOpens in a new window ar. wikipedia. org الحادثة الثانية، وفاة زوجته خديجة بنت خويلد، وأول من صدقته فيما جاء به عن ربه، كانت خديجة زوجة صالحة ورفيقة عزيزة للنبي صلى الله عليه وسلم، Image of خديجة بنت خويلد زوجة النبي صلى الله عليه وسلمOpens in a new window wikipedia. org خديجة بنت خويلد زوجة النبي صلى الله عليه وسلم لقد كان لوفاة عمه أبي طالب والسيدة خديجة من الأثر ما جعل قريشا تطمع في النبي صلى الله عليه وسلم، ونالت قريش منهما لم تنله في حياتهما. رحلة النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف لما اشتد إيذاء قريش بالنبي صلى الله عليه وسلم، ذهب إلى الطائف بعد موت عمه بأسبوعين تقريبا، لعله يجد من ينصره ويؤمن بدعوته، بل أكرمه قوم ثقيف وأحسنوا إليه، ولكنهم لم يؤمنوا بدعوته. أغروا به عبيدهم وسفهاءهم يقذفونه بالحجارة حتى ابتعد عن الطائف، فلجأ إلى حديقة عتبة بن ربيعة، فأرسل إليهما عبدهما المسيحي عداس بقطف عنب، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم العنب وأكل، وقال: «بسم الله». فنظر عداس إلى وجهه ثم قال: «إن هذا الكلام لا يقوله أهل هذه البلاد». فأخذا يتحدثان، فقال: نصراني من نينوإ. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «هل تعرف يونس بن متى؟» فقال عداس: «وما يدريك ما يونس بن متى؟» فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ذاك أخي، أنا نبي وهو نبي». فأخذ عداس يقبل رأس النبي صلى الله عليه وسلم ويديه وقدميه. ولما رجع عداس إلى ابني ربيعة قالا له: ويلك، فقال: «يا سيدي ما في الأرض من هو خير من هذا الرجل». وقد استجاب الله دعاءه فأسلم عدد من أهل الطائف على يد النبي صلى الله عليه وسلم. بعد أن أذن الله تعالى لرسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى المدينة المنورة، توجه صلى الله عليه وسلم نحو مكة المكرمة. فلما وصلها وجد قومه أكثر عنادًا وخلافًا مما كانوا عليه من قبل، فلم يستطع دخولها إلا في حماية المطعم بن عدي، ثم طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكعبة، وبعد ذلك، فينتظرهم على أبواب الطريق الموصلة إلى مكة، ويذهب إليهم في منازلهم، وفي موسم الحج من العام المقبل، جاء وفد من الأوس والخزرج إلى مكة، وبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن ينصروه ويمنعوه مما يمنعون منه نساءهم وأبناءهم. وبايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم على نفس العهد. وكانت هذه البيعة هي أهم أسباب الهجرة النبوية المباركة إلى المدينة المنورة. ----------------- فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه بالهجرة إلى المدينة، وكانت أسباب الهجرة النبوية ثلاثة: شدة إيذاء المشركين: حيث زاد إيذاء قريش للرسول صلى الله عليه وسلم وللمسلمين، وقد بلغ هذا الأذى نهايته بعد وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها، ووفاة أبي طالب عم الرسول صلى الله عليه وسلم. بيعتا العقبة: وفي هاتين البيعتين ظهر للرسول صلى الله عليه وسلم أن الأوس والخزرج مخلصون له وللإسلام، وأنهم سيدافعون عنه وينصرونه. المؤامرة الكبرى: وهي المؤامرة التي اتفق المشركون فيها على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم والتخلص منه؛ أحداث الهجرة النبوية أتى النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت أبي بكر في وقت شديد الحر، فلما رآه أبو بكر قال: "ما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الساعة إلا لأمر عظيم"، فقال أبو بكر: "الحمد لله الذي أكرمنا بصحبتك، ويسر لنا هجرتك"، فبكى أبو بكر من شدة الفرح. زمن الهجرة: في السنة الثالثة عشرة من البعثة النبوية. دور علي بن أبي طالب في الهجرة: فكان المشركون إذا نظروا من شق الباب وجدوا علي بن أبي طالب نائما فيظنون أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيطمئنون. وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين ثقب في الباب وجدوا علي بن أبي طالب في فراشه فأمسكوه بيدهم وهم لا يشعرون. ومكثا فيه ثلاث ليال. كان عبد الله بن أبي بكر ينطلق إلى الغار إذا دخل الليل في محمل غنمه، فينال النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر من ألبانها ولحومهما ما يشاءان، ثم يعود عبد الله بن أبي بكر ويعود عامر بن فهيرة بالقطيع وراءه، ليغطي أثر أقدامهما. مطاردة المشركين للنبي صلى الله عليه وسلم لما علمت قريش بخروج النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبي بكر، فزعوا أشد الفزع فطاردوه، حتى وصلوا إلى مقربة من غار ثور. فلما سمع النبي وصاحبه صوت أقدام المشركين أمام الغار، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم طمأنه قائلاً له: «يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما، في الطريق إلى المدينة خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه من الغار بعد ثلاثة أيام، وكان الدليل عبد الله بن أبي بكر قد أعد لهم طريقاً غير معروف، ضللت الكفار عنه، إلى أن وصل إلى منطقة قباء؛ فأقاموا فيها أربعة أيام،