مجال هذا العلم هو « السلوك اللغوي : (LB) Language Behaviour للفرد ، والمحوران الأساسيان في هذا السلوك هما و الاكتساب » - ۲۰ - اللغوي Acquisition ، ولا يمكن الوصول إلى شيء من ذلك إلا بمعرفة الأنظمة المعرفية Cognitive عند الإنسان أما الاكتساب اللغوي فهو من أهم قضايا العلم المعاصر ، ذلك أن الاكتساب اللغوي يحدث في الطفولة ؛ ويتشابه الأطفال في كل اللغات في طريقة اكتسابهم للغة مما يدل على وجود هذه الفطرة الإنسانية المشتركة أو هذا الجهاز اللغوي العام . والطفل يكتسب اللغة التي ه يتعرض » لها ، ومهما يحاول الكبار من « تبسيط » للغة أمام الطفل فإن ذلك لا يمكن أن يكون وفق تخطيط ، الطفل حين يتعرض للغة ؟ هذا ما يسمى العلم الآن في محاولة الكشف عنه . ويكاد يكون هناك اتفاق أنه توجد علاقة ما بين الاكتساب اللغوي والتطور « البيولوجي ، ومهما يكن من أمر فإن هناك اتجاهين أيضا - شأن ما رأينا في علم اللغة - في فهم الاكتساب اللغوي : ( 1 ) اتجاه استقرائي يرى أن الطفل « يجمع » ما يتعرض له من ظواهر اللغة ، وهي تتكون من مفهومات موروثة ؛ ثم يطبق الطفل هذه المفهومات المسبقة على ما يتعرض له من لغة . ومن الضروري - كما هو واضح - أن نفرق بين « اكتساب » اللغة ، و « تعلم » اللغة ؛ فالاكتساب يحدث في الطفولة كما رأينا ، أما تعلم اللغة فيحدث في مرحلة متأخرة حين يكون الأداء اللغوي قد تكون ، وحين تكون « العمليات » العقلية قد نضجت أو قاربت النضج ، ومعنى ذلك أن الذي « يتعلم » اللغة هو غير ذلك الطفل الذي كان « يكتسب » اللغة ؛ وفي النشاط النفسي وأما « الأداء » اللغوي فهو المجال الثاني لعلم اللغة النفسي. كيف يؤدي الإنسان الفرد لغته ؟ وماذا يكمن وراء ذلك من عمليات ؟ والأداء اللغوي ضربان ؛ أداء إنتاجي Productive أو كما كان القدماء يسمونه أداء نشطا أو فاعلا Active وهو حين ينتج الإنسان اللغة ؛ أي حين يكون متكلما أو كاتبا ، أي حين يكون مستمعا أو قارئا - ويكاد الاهتمام العلمي الآن يتوجه إلى الإنتاج الاستقبالي للغة ؛ أم أن لديه مخزونا آخر نظر يا يمثل قواعد كلية عامة يجري على أساسه عملياته اللغوية ؟ ومن الجوانب التي يهتم علم اللغة النفسي بدراستها في الأدام اللغوي دراسة « الأخطاء » سواء أكانت أخطاء إنتاجية أم أخطاء استقبالية والبحث عن العوامل الجنسية وراءها علم اللغة النفسي إذن يدرس السلوك اللغوي عند الإنسان ، ودراسة هذا السلوك تتمايز الآن - كما كررنا - في منهجين ؛ ومن ثم يدرسه في إطار سلوك التعلم بصفة عامة عند الإنسان أو الحيوان ، ولا يلقي بالا - لذلك أيضا - إلى ما لا يخضع للملاحظة كمقاصد المتكلم ونواياه وخطته في الكلام وغير ذلك ومعنى ذلك أن تعلم اللغة يبدأ من « البيئة » ، والمنهج الثاني في فهم السلوك اللغوي هو المنهج العقلي الذي يرى أن السلوك الإنساني أكثر تعقيدا جدا من السلوك الحيواني فضلا عن أن السلوك اللغوي خاصية إنسانية لا يشركه فيها غيره من الكائنات ، ومن هنا انتقل الاهتمام من « البيئة » و « العوامل الخارجية » إلى الطفل ذاته ، حيث إن « تعلم » اللغة يجري وفق قدرة فطرية في الإنسان ، ولذلك ظهر مصطلح )LAD) Linguistic Acquisition Device » جهاز الاكتساب اللغوي الذي يمد الإنسان بافتراضات عن اللغة ، علم اللغة النفسي إذن يختص بالسلوك اللغوي عند الفرد ، ونحن حين نلفت إليه باعتباره مصدرا من مصادر علم اللغة التطبيقي فإن ذلك لا يعني أنه يغني وحده عن فروع أخرى لعلم النفس ؛ فهناك مجالات مشتركة خاصة مع علم النفس التربوي فيما يتصل « بالتعلم » ونظرياته.