تُظهر المقارنة بين تطور الدولة في أوروبا والعالم العربي اختلافًا جوهريًا. ففي أوروبا، نشأت الدولة الحديثة تدريجيًا كنتاج للتحولات الاجتماعية والاقتصادية منذ القرن الخامس عشر، مُرتبطةً بتطور مجتمع مدني قوي بمؤسساته المتنوعة. أما في العالم العربي، فالدولة ظاهرة مُستحدثة، مُفرضة من الخارج، استُخدمت كأداةٍ للتحديث والهيمنة، مُنشئةً مؤسساتٍ تابعةٍ لسلطةٍ مركزية. حتى بعد الاستقلال، ظلت هذه المؤسسات تفتقر للاستقلالية والتمثيلية الحقيقية، مُخدمةً مصالح النخب الحاكمة بدلاً من خدمة المجتمع، مما يُبرز اختلافًا جذريًا في مسار تطور الدولة بين المنطقتين.