اود ان اسال السؤال الاتي هل ما اختاره الفضيل ابن عياض الملقب بعابد الحرمين هذا الولي العابد الزاهد ومعه بعض الاولياء الصالحين من اختيارهم عزله الحياه هل هو من منهج مطلق ان يعتزل الحياه الجواب على ذلك الحقيقه ما اختاره الفضيل وصحبه ليس هو الاصل في واقع الداعيه المسلم او العالم المسلم ولذلك اقول ينبغي على العالم على المثقف على ان يكون مشبكا مع الواقع وان لا يكون معزولا عن الحياه وهذا هو الخط الاصلي في الحديث الذي تحفظونه جميعا ان نفرا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جاؤوا الى بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسالوا عن عباده الرسول فلما اخبروا فكانهم تقالوها يعني راوا انها قليله هذه العباده فقالوا اين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم وتحدثوا عن انفسهم فاخبر احدهم انه يقوم الليل ويصلي ولا ينام واخبر الاخر انه يصوم الدهر ولا يفطر واخبر الثالث انه يعتزل النساء ولا يتزوج فخطاب النبي صلى الله عليه وسلم وبين لهم وجه الصواب لقد ظنوا ان المسلم اذا ضيق على نفسه ومنع نفسه من الامور الطبيعيه في الحياه من حاجات النفس وضرورات النفس وجوع النفس الانسانيه يظنون ان الانسان اذا حرم نفسه من ذلك من هذا او قسى على نفسه او اجهد نفسه يظنون ان هذا الفعل هو طريق سريع الى الله تعالى فاراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يبين لهم ان هذا الامر ومخالف لطريقه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حمل الاسلام ومخالف لطريقه هذا الدين وهذا المنهج الذي ينبغي ان يكون عليه المسلم في الاشتباك مع الواقع ثم دعا النبي صلى الله عليه وسلم الى اجتماع عام والى صلاه والى بيان هام وخطب المسلمين قائلا ما بالوا اقوام يقولون كذا وكذا اما اني اخشاك واتقاك لله تعالى ولكني اصوم وافطر واصلي وارقد فمن رغب عن سنتي فليس مني نعم هذا هو المنهج هذا هو رد على كل المنهج الذي نشا منذ قرون طويله ايها الاعزاء ايها الطلاب ايتها الطالبات هذا الخط الذي يرى انهاك النفس او الفقر او عدم الظهور او عدم العمل للاسلام حقيقه هذا هو منهج مبتور ومنهج مشوش منهج ناقص ومنهج فيه خلل فقد رفض النبي صلى الله عليه وسلم هذا المنهج وعده مسيئا للاسلام واعتبره مخالفا لطريقه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حمل الاسلام ولدينا نماذج في تاريخنا من هؤلاء الصحابي ابو الدرداء رضي الله عنه ابو الدرداء كان يميل الى الاجتهاد والعباده حتى شكت منه ام الدرداء رضي الله عنها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجه النبي ابا الدرداء رضي الله عنه وقال له ان لربك عليك حقا وان لجسدك عليك حقا وان لزورك عليك حقا وان لزوجك عليك حقا فاعطي كل ذي حق حقا اذا هذا هو توجيه النبي صلى الله عليه وسلم لابي الدرداء ثم ترك النبي صلى الله عليه وسلم له بعد ذلك هذا الاختيار بشرط انلا يؤثر ذ على واجباته الاخرى المتعلقه به وانما الامه قامت بامثال المتقدمين الذين تكون اعمالهم الفرديه ربما هي اقل من اعمال ابي ذر وابي الدرداء رضي الله عنهما ورضي الله عن صحابه النبي صلى الله عليه وسلم اجمعين حتى قال احد السلف ما سبقكم ابو بكر بكثره صلاه ولا صيام ولكن سبقكم بما وقر في قلبه ما معنى بما وقر في قلبه اي بوعي كان في عقله اي بوعي كان في عقله نعم ابو بكر الصديق رضي الله عنه سبق الامه بوعي وقر في عقله فاستطاع ان يكون خط الدفاع الاول وخط الدفاع الاخير عند اشتداد الازمات ابو بكر رضي الله عنه والمنقذ الذي حير العقول حتى قال الصحابه رضي الله عنهم لو لولا ابو بكر لهلكنا ونحن نقول اليوم لولا ابو بكر رضي الله عنه لما كنا نعيش في هذه البلاد فهو الذي فتح بلاد الشام اذا الامه قامت بامثال هؤلاء امر اخر ابو الدرداء رضي الله عنه استقر في المدينه وهذا حديث ذكره الامام مالك في في موطئه استقر ابو الدرداء في المدينه وارسل لاخيه سلمان الفارسي برساله كان سلمان الفارسي قد خرج للجهاد ولاداره شؤون الحياه قال له ابو الدرداء في رسالته هلم الى الارض المقدسه اين انت يا سلمان في العراق في بلاد فارس تعال هنا الى الارض المقدسه اي الى المدينه المنوره اجابه سلمان وهو احد علماء الصحابه وقادتهم احد الذين اداروا الاسلام واشتبكوا به مع الحياه واقاموا حضاره خلال ربع قرن من الزمان ماذا قال له سلمان في رده عليه قال له ان الارض لا تقدس احدا انما يقدس المراء عمله اد مره ثانيه العباره عباره جميله ورائعه يقول فيها سلمان رضي الله عنه ان الارض لا تقدس احدا انما يقدس المرء عمله ما اجمل هذا الرد من سلمان الذي يدل على فهمه وفقهه لقيمه العمل فنسب الانسان او نسب الانسان ومكان اقامته لا يطهره ولا يرفع مكانته وقيمته عند الله تعالى وانما الذي يطهره ويزكيه ويعلي مكانته هو الايمان وهو العمل الصالح اذا هذا الفهم ومنهج الاسلام الصحيح منهج العمل العمل للاسلام والعمل لدين الله تعالى والاشتباك حقيقه مع الحياه العمل هو مقياس الحكم عليك للارض كما جاء في رساله سلمان رضي الله عنه ان الارض لا ترفع من شانك لا تطهر من ذنوبك لا ترفعك الى اعلى الدرجات ولا يستوي المجتهد في عمله وعلمه بذلك المعتزل والمعتكفين الحياه و بعيدا عن اصلاح المجتمعات وبعيدا عن تعليم الاخلاق ومحاربه الفساد والمفسدين حقيقه لا يستويان اذا العمل هو مقياس الحكم عليك للارض التي ترفع من شانك اذا هذا هو الخط خط الفضيل ابن عياض وخيار شخصي له ولذلك اقول لا ينبغي ان يعمم على الجميع ليصبح القدوه للامه عن عزله الحياه اتحدث عن عزله الحياه اتكلم اليوم اذا من هم الاولياء من هم الاولياء لقد الف الحافظ ابو نعيم الاصبهاني رحمه الله المتوفى سنه 430 للهجره من علماء القرن الخامس الهجري الف كتابا سماه حليه الاولياء وطبقات الاصفياء لكن للاسف هذا الكتاب انتقده العلماء عليه فقد ملا كتابه بامور من الخرافات والاوهام انتقده كما قلت بعض العلماء منهم ابن الجوزه في كتابه صفه الصفوه كتاب صفه الصفوه لابن الجوزه انتقد هذا الكتاب او انتقد ما جاء في هذا الكتاب والعجيب ان ابا نعيم في هذا الكتاب من قرا كتاب حليه الاولياء اضاف الصحابه ابو بكر وعمر وعثمان وعلي للتصوف اضاف ليكونوا من اقطاب الصوفيه وكما يقول ابن الجوزي في نقده لهذا الكتاب قال وليس عند هؤلاء القوم يعني ابو بكر وعمر وعثمان وعليه ليس عندهم خبر من التصوف وايضا انا اضيف الى ذلك اقول ان مصطلحات مثل التصوف وغيرها هي استقرت في وقت متاخر مثل هذه المصطلحات يعني لم تظهر في زمن الخلافه الراشده وبالتالي لا يجوز ان نسقطها على المتقدمين قبل ان تستقر هذه المصطلحاتاذا مثل هذه المصطلحات ما كانت موجوده في ذلك الوقت كما ذكر ابو نعيم في كتابه حليه الاولياء اشياء عن الصوفيه او خرافات واوهام ابن الجوز كما اشرت يعني ذكر هذه الاوهام في كتابه صفه الصفوه وانتقد فيها كتاب حليه الاولياء يقول وربما سمعها المبتدئ هذا كلام ابن الجوزي وربما سمعها المبتدئ قليل العلم فظنها حسنه فاحتها وينقل لنا من هذه الاوهام التي جاءت في هذا الكتاب عن الاولياء ما روي عن ابي حمزه الصوفي انه وقع في بئر فجاء رجلان فطما واحد من الاولياء اسمه ابو حمزه الصوفي وقع في بئر ثم جاء القوم فطموا هذا البئر يعني اهال التراب وهو موجود في هذه الحفره لكن لم ين ابو حمزه الصوفي وهو في داخل الحفره بكلمه لماذا قال حملا لنفسه على التوكل حملا لنفسه على التوكل ولقد حمل بعض المسلمين هذه الحاله من الخرافه والتخلف والاوهام والمفاهيم المغلوطه انه هذا هو التوكل على الله تعالى حملوها في انفسهم حملوها في تصرفاتهم حملوها عند اخذ قراراتهم يعني بمعنى اخر ان ابا حمزه الصوفي استحى ان يستغيث وهو في داخل الحفره وطم عليه واهال عليه التراب استحى ان يستغيث او ان يستنجد بغير الله من باب انه متوكل على الله عجيب هل هذا هو التوكل على الله تعالى هل توكل ابي حمزه في واكثر من توكل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في الهجره ماذا فعل النبي عليه الصلاه والسلام في الهجره عندما هاجر وضع خطه للهجره وعم الطريق ما معنى عم الطريق يعني خالف الطريق وكلف من يمسح الاثار النبي عليه الصلاه والسلام وخالف طريق المدينه الى طريق معاكس تخيلوا ان يكون هذا النمط اقصد نمط ابي حمزه الصوفي تخيلوا ان يكون هذا النمط وعلامه مسجله على الاولياء ويصبح الاولياء هم اصحاب المرقعات واصحاب الاطمار الباليه كما ساوضح بعد قليل ولاحظوا ايضا الدراما العربيه على مدار تقريبا 40 سنه على مدار 40 سنه المسلسلات التي تشاهد في التلفاز كانت تركز على شخصيه في كل مدينه او في كل قريه فيها ولي او فيها شيخ صالح مبروك شيخ صالح مبروك لكن هو الى الهبل او الى الحماقه اقرب منه الى العقلانيه وهي صوره مؤسفه عن الولايه تقدمها لنا الدراما العربيه في هذه المسلسلات هناك كتاب اسمه طبقات الاولياء للشعراني طبقات الاولياء الشعراني عالم مصري تحدث في هذا الكتاب عن اولياء الصوفيه كتاب اسمه البقات الكبرى والشعراني هو من علماء القرن العاشر الهجري لكن ايضا هذا الكتاب ملاه بالخرافات والخزعبلات والاوهام والافلام