استُخدمت الفكاهة في الأدب القديم، وخاصة المقامات، بشكل أساسي لانتقاد المجتمع والثقافة، لكنها استُخدمت أيضًا للتسلية. لم يكن النثر مجرد سرد القصص؛ بل كان وسيلة لتقديم انتقادات خفية أو صريحة للسلوك الاجتماعي والشخصيات المتغطرسة. تُظهر مقامات الهمذاني استخدامًا بارعًا للفكاهة للترفيه وتقديم انتقادات حادة في الوقت ذاته. على سبيل المثال، يُصور الهمذاني الإسكندر كشخص يبالغ في عادات الجنازة، ويطالب بطلبات غير معقولة من عائلة المتوفى. تُنتقد ثقافة التباهي والمبالغة من خلال الفكاهة والسخرية. الفكاهة ليست فقط للتسلية؛ فهي تنقل رسالة خفية تحث على البساطة والعقلانية، وتنتقد الإفراط والتكلف. يُسلط الحمداني الضوء على أوجه القصور المجتمعية ويُوصل رسائل مهمة بطريقة غير مباشرة، مما يسمح للجمهور بالابتسام مع التفكير في المعاني العميقة في الوقت ذاته.