وفي هذا الاجتماع يقع تفكيك المعطيات الخبرية وتحديد أهم أبعادها التحليلية. راسل جميع من له صلة من قريب أو بعيد بالموضوع لتكون تلك الصياغة مرجعية الحلقة التي يعمل الجميع ضمنها. قم باجتماعات منفردة مع كل من كلفتهم بمهام ضمن دورهم المعهود في إعداد الحلقة ولا تبخل عليهم بدعمك وتوجيهك وواكب عملهم في مختلف مراحله واجعل التشاور والتنسيق المستمرين ديدنك في كل ذلك. قم بتجميع المواد التي لها صلة بخبرك ثم غربلها بحثا عن أهم ما فيها من معطيات وزبدة ما تتضمنه من عناصر على علاقة مباشرة بمنطلقك الخبري وعمقك التحليلي. راسل فريقك بالملامح التفصيلية للحلقة حال تنتهي من إعدادها وبالتنسيق معهم لأن كثيرا من الملامح إنما هي ثمرة جهودهم، ولتكن هذه المراسلة التفصيلية منطلقا لمرحلة من التجويد تتحول فيها الملاحظات من العام إلى الخاص وتقترب الحلقة من هدفها الأعمق وهو "التناول الجراحي" للزاوية التحليلية. وأنك وفريقَك محتاجون يوميا للتعامل مع بقية الأقسام وهو ما يستوجب مهارة في إدارة العلاقة مع تلك الأقسام كي نفهم آلية عملها وطرق الاستفادة القصوى من خدماتها. راجع ثم راجع ثم راجع كل ما قمت به وانتبه لكل الأمور كبيرها وصغيرها، وإنه لفي غاية الأهمية أن تراجع في آخر مرحلة ما قام به الجميع بعين المشاهد لترى هل أن الحلقة استوفت معايير الإمتاع والمؤانسة أم لا؟ وهل امتلكت مقومات العمق والإيقاع؟. بعد ذلك تستطيع أن تتجه إلى التنفيذ لتقدّم على الشاشة ما بذل الفريق كل ذلك الوقت والجهد لإعداده. قد لا يكون المذيع على ذمتك تماما سوى عند تنفيذ الحلقة وقد لا يكون المخرج كذلك، رغم كل ما جهّزته وتحسّبت له ثق وتأكد أن مشاكل ستعترضك لا محالة ذات يوم: * مذيع تعذر عليه القدوم/ ضيف تخلّف وآخر جاء فقط ليشوش عليك الحلقة/ * تقرير لم يجهز وهو الذي تنطلق منه الحلقة وقد يسبب تأخره مشاكل فنية جمة/ هذه المشاكل وغيرها تحتاج منك جمعا خلاقا بين برودة الدم في إدارتها والحزم والحسم في اتخاذ القرار المناسب بشأنها. المصاعب والمشاكل والمفاجآت غير السارة جزء لا يتجزأ من تجربة البرامج الإخبارية.