و تؤكد العادات و التقاليد الشعبية و اللاشعور الفردي و الجماعي ، و أن جذور الثقافة ينبغي البحث عنها في طفولة الإنسان ، و أن علاقة الطفل بأمه هي أقوى العلاقات ، و هي أساس كل اجتماع إنساني لاحق ، و أن هذه العلاقة تفرضها بيولوجيا الإنسان و تكوينه التشريحي . كما تتطلب الحضارة كبت النزوات الجنسية و نكرانها ، هذا النكران الثقافي يحرك ميدان العلاقات الاجتماعية ، إن البشرية لا تستطيع ، و كثير من الناس ، حينذاك ، يتجهون و بشكل طبيعي ، نحو نشاطات قادرة على أن تزودهم بمحول تعويضي ، أو بتعويض عن الآلام التي تنزلها بهم الحياة ، و التعويض يشمل كل الأنظمة الروحية و الفنية الفكرية ، التي تزودهم ببعض مكاسب المتعة غير الجسدية ، دون أن تبعد الفرد عن النشاطات الاجتماعية [2]. و من بين أفكار فرويد التي تبدو ذات أهمية خاصة في مجال العلوم الاجتماعية فكرة ( عودة المكبوت ) ، إذ نجد أن المجتمع لا يستطيع أن يشتمل فقط على نظام من الضوابط و مجموعة من النواهي ، و كي يتمكن من القيام بمهامه ، فهو و إن كان من أشد مؤيدي العقل في العصر الحديث ، عندما أكد أن العقل هو أثمن و أخص قوة تميز الإنسان . إلا أنه أكد من جهة أخرى ، على أن العقل عرضة لتأثير العواطف المشوهة له ، و فهم عواطف الإنسان هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يحرر عقله لأداء وظيفته على نحو سليم ، و بذلك يكون قد كشف عن قوة العقل الإنساني وضعفه على السواء ، و جعل من هذه الجملة القائلة بأن الحقيقة هي التي ستحررك ، المبدأ الهادي في فن جديد للعلاج النفسي ، حيث أن المرض العقلي أو النفسي لا يمكن أن يكشف بمنأى عن المشكلات الأخلاقية [4]. و من هنا يشدد فرويد على أهمية الحياة العاطفية للجماعة . و تتضمن نظريته افتراضاً مفاده أن كل الجماعات تتشابه في ديناميتها ، كقوى عاطفية جاذبة بين الأفراد ،