تعد صحار من أقدم وأشهر المدن العمانية عبر التاريخ ، وشكلت بموقعها الاستراتيجي على ساحل بحر عمان مركزا هاما من مراكز الاقتصاد العماني عبر العصور، تنسب المصادر التاريخية نشأة مدينة صحار إلى صحار بن ارم بن سام بن نوح عليه السلام. ليس على بحر الصين بلد أجل منه، دورهم ممتدة على البحر. دهليز الصين، مدينة أكثر عمارا ومالا، وذكر الأدريسي بأنها (( أقدم مدن عمان، وأكثرها أموالاً قديماً وحديثاً ويقصدها في كل سنة من تجار البلاد وما لا يحصى عددهم ، ويتجهز منها بأنواع التجارات، ووصف البكري صحار بأنها سوق عمان، وإلى البلاد الهند والصين )). وقال ابن المجاور (( وفي هذه المدينة كانت ترسى المراكب القادمة من أطراف الدنيا وكانوا يصعدون . ويستدل من الأوصاف السابقة أن صحار مدينة عريقة جداً ، الاقتصاد قديما: منذ الألف الثالثة قبل الميلاد وصحار شهيرة بتعدين النحاس، وهذا ما تؤكده الآثار التي تدل على استقرار مجتمعات صغيرة عملت في التعدين، فقد صدر العمانيون النحاس الى بلاد الرافدين انطلاقاً من ميناء صحار القريب من مناطق انتاج النحاس، وكانت صناعة صهر النحاس تتركز في وادي عندام وعلى مشارف مدينة صحار في وادي الجزي الرابط بينها وبين واحة البريمي. كما أشتهرت صحار في ذلك الوقت بالصناعات اليدوية كالحياكة وصناعة الجلد وصناعة الصموغ والذهب والفضة. وعرفت بإسم المنسوجات الصحارية. كما شكلت الزراعة موردا اقتصاديا مهما لصحار، عمل أولا على تلبية حاجات السكان المحلية وسد احتياجات المناطق العمانية المجاورة ثانياً، ويعد وصف الجغرافيين العرب لصحار عندما زاروها دليلا على التقدم الزراعي الذي حصل في صحار في تلك الفترة. تدهور الدور التجاري لصحار، وأدى ذلك إلى ضعف العلاقات التجارية بين صحار وكل من الصين والهند. وتواصلت التنقيبات بعد ذلك حيث قامت شركة عمان للتعدين التي أنشأت عام 1978م بالتنقيب في مناجم الأصيل والبيضاء وعرجاء، وهنالك مشاريع أخرى مثل مصنع الألمنيوم ومصنع البولي بروبلين ووالميثانول والحديد والمواد البلاستيكية وغيرها من المشاريع العملاقة. من بينها سد وادي الحلتي، وسد وادي عاهن، تمتاز صحار بالعديد من المميزات السياحية. فعلى سبيل المثال تمتاز صحار بوجود الجبال الشاهقة والتي تشكل عامل جذب لهواة تسلق الجبال. كما يوجد بها العديد من الأودية سواء تلك التي تزخر بالمياه على مدار السنة أو الأودية الموسمية. وبالإمكان رؤية العديد من العائلات والتجمعات سواء كان ذلك في وادي حيبي أو وادي عاهن أو وادي الجزي. بالإضافة إلى الجبال والأودية فإن شواطئ صحار النظيفة تجذب العديد من السواح سواء من المواطنين أو الزوار. مثل ترميم قلعة صحار وإنشاء سوق صحار التاريخي والحدائق العامة وأماكن التنزه.