وذلك بالإخبار عن الأمر والشيء ووصفه على ما هو به، الصدق في الدين الإسلامي: يعدُّ الصدق في الدين الإسلامي من الأخلاق الحسنة المحمودة والتي دعا إليها، بل يعدّ أفضل الصفات على الإطلاق التي يمكن للإنسان التّحلّي بها؛ أنواع الصدق لا شكّ بأنّ المسلم يحرص أشدّ الحرص على التّحلّي بخلق الصدق ويحرص أن يكون من الصادقين؛ لذا فحريّ به العلم بأنّ كمال الصدق لا يَخلُص إليه إلّا إذا حقق الصدق في أنواعه ومجالاته الثلاثة وهي: صدق الأقوال، وفيما يأتي بيان لكل نوع بشيء من التفصيل: صدق الأقوال يتحقق الصدق في القول بأن يعمد المسلم إلى مجانبة الباطل من الكلام؛ ٢] فإن كان المسلم ممّن يحرص على الدعوة إلى الله -تعالى- واتخذ ذلك منهجاً وطريقاً فإنّ دعوته للناس لا تكون إلّا على بصيرة، ٢] صدق العمل يتحقق الصدق في العمل بأن يعمد المسلم إلى أن يجعل أعماله مطابقة للأقوال والحق الذي يحرص على الدعوة إليه، وألا يكون من الذين يقولون ما لا يفعلون، ٢] صدق النية يتحقق الصدق في النية بأن يعمد المسلم إلى إخلاص النية لله -تعالى- في سائر العبادات والطاعات وفي الدعوة إليه -سبحانه-، ٣] أمّا إن حقق المسلم الصدق في نيته وقصده يكون ذلك سبباً في أن يورثه الله -تعالى- العزيمة الصادقة، والإرادة القوية التي تمكّنه من متابعة طريقه في الدعوة إلى الله -تعالى-. ٣] يجدر بالمسلم حتى يكون من الصادقين أن يحقق الصدق بأنواعه الثلاث وهي: الصدق في الأقوال، فضل الصدق في الإسلام يكمن فضل الصدق في الإسلام في عدّة أمور منها ما يأتي:[٤] الصادق أفضل الناس، وقد دلّ على ذلك ما ثبت عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- قال: (قيل لرسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ- أيُّ الناسِ أفضلُ قال كلُّ مخمومِ القلبِ صدوقِ اللسانِ). ٥] الصدق سبب في نيل محبة الله -تعالى- ومحبة رسوله -صلّى الله عليه وسلّم- وقد دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إن أحببتمْ أن يُحبّكُّمُ اللهَ -تعالى- ورسُولُه فأدُّوا إذا ائتُمِنْتُمْ، ٦] الصدق سبب في نيل البركة في الرزق وقد دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-:(البَيِّعانِ بالخِيارِ ما لَمْ يَتَفَرَّقا، ٧] الصدق سبب في دخول الجنة وقد دلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَٰلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ* الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ* الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ)، ٨] وقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلى البِرِّ، ٩] الصدق من صفات أهل الإيمان والتقوى وقد دلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ)، ١٠][١١] الصدق أحد علامات إنتفاء النفاق وقد دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (آيَةُ المُنافِقِ ثَلاثٌ)، ١٢][١١] فضائل الصدق في الإسلام متعددة ومن أهمّها كون الصدق سبب في نيل محبة الله -تعالى- ورسوله -صلّى الله عليه وسلّم-، ثمرات الصدق هناك العديد من الثمرات والفوائد المترتبة على التّحلّي بخلق الصدق ومنها ما يأتي:[١٣] الحفاظ على نقاء المُعتَقَد وسلامته من لوثات الشرك الخفي وغيره. حيث إنّ الصادق يعمد إلى التمسك بمبادئ دينه من عقيدة، الهمة العالية في النفس والعزيمة القوية التي من شأنها الحث على السير في الطريق إلى الله -تعالى- والدعوة إليه. لا سيما وأنّ ذلك يعدّ زاداً يستعين به الصادق ويتقوّى للوصول إلى رضا الله -تعالى- لذا قال الله -تعالى- مخاطبا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (وَاصبِر نَفسَكَ مَعَ الَّذينَ يَدعونَ رَبَّهُم بِالغَداةِ وَالعَشِيِّ يُريدونَ وَجهَهُ وَلا تَعدُ عَيناكَ عَنهُم تُريدُ زينَةَ الحَياةِ الدُّنيا وَلا تُطِع مَن أَغفَلنا قَلبَهُ عَن ذِكرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمرُهُ فُرُطًا). وائتمانهم للصادق على جميع معاملاتهم. ١٦] ثمرات الصدق وفوائده متعددة ومن أهمّها المحافظة على سلامة العقيدة،