إن حاجتنا إلى العناية بالألعاب الرياضية ليست مما يجوز أن يوضع موضع الخلاف؛ إذ هي لا تقل في لزومها للتلامذة عن مواد التعليم نفسه، ولا نكون مغالني إذا قلنا: إنها لأننا نعد الألعاب الرياضية الصحيحة تمرينًا نفسيٍّا عقليٍّا قبل أن نعدها تمرينًا يعود صلاحه على الجسد وحده، بالتقدم والتفوق إلا رأينا فيها مع شعورها هذا شغفً وهذه إنجلترا واليابان شاهدان على ذلك في التاريخ الحديث، الإنجليز بالألعاب أن يترك أعضاء مجلس النواب الجلسة ليشهدوا إحدى مسابقاتها، واشتهر من عادات أهل اليابان أنهم كلفون بهذه الألعاب، كلفً ا لا يضاهيه كلف أمة أخرى في الشرق. ولا غرابة في انتباه الأمم الحية إلى مزية هذه فإن أول ما يحسه الإنسان من يقظة الحياة امليل إلى الحركة وطلب القوة، لا تلمح عليهم خفة الحياة وتفززها، وكأنما نفوسهم تستحث أجسادهم إلى أكبر مما تطيقه من النشاط واملراح. فليس من التجوز البعيد أن نقول: إن النشاط ملكة نفسية تستقر ١٩٢٢ فقليل في هؤلاء الشبان من يحسب الحياة أوسع وضرب من الخطل إن أفلح وأقرب ما نئول به ذلك أن السلامة هي الفضيلة العليا عند هذا وأن الدنيا برحبها في رأيهم هي هذه الطرق املعبدة من العيش التي ً يسري فيها املرء مغمضا كما يسري مفتوح العني بصريًا. العقل من غلبة هذا الاعتقاد لأن املخاطرة عامل لا يمكن إغفاله في باب من أبواب العمل. وكل فمن لم يخاطر مختارا بالإقدام على ما يخاف ً خاطر مكرها بالزهد فيما يطمح إليه ويهواه. وقد يُضحك ويُبكي أن تسمع رأي أولئك الشبان في املخاطرين الذين تصل إليهم يحمل الناس على التحدث بعمل مدهش يُقدم عليه، فدخل في برميل من الحديد ودفع ولم يكن على رهان ولا موعودا فما كاد البرميل يمس املاء حتى تقاذفته اللجة فتحطم ومات الرجل. قاسية لم يُقدم عليها ذلك املخاطر إلا لأن النجاة منها كانت تعد أعجوبة في العالم من ولا نشك في أن الأمريكان أنفسهم استحمقوا الرجل ورموه بالسخف ولكننا لا نشك أيض ً ا في أنهم قد أدركوا جميع ً ا «مسوغا» لتلك الحماقة وتمثل عاطفة كريمة هي صاحبة الفضل في كل ما بلغه الناس من التقدم على أيدي املجازفني سهل كان صعبًا، وكل شر دلت وذادوه 46 فهل تظنون أن أول مجازف بركوب طيارة فجعلوا يضحكون منه ما طاب لهم الضحك، سؤالهم عنه في البحث عن علة ولوعه بركوب الغرائب؟ إن الفارس ليجازف في طلب وليس الحطام املسلوب هو علة شجاعته وفروسيته ومجازفته لحياته. والجبان فلماذا لم يكن كل الناس شجعانًا إذ كانوا كلهم والأمر الذي فات ظرفاءنا هو أن العاطفة إما أن توجد وفيها السليم والسقيم أو ونحسبنا ناجني وادعني ونحن في الحقيقة