الثقافة الاجتماعية للأمة كالشخصية للفرد . فكما أن كل فرد له شخصيته الخاصة به ، اذ هو يتميز بها عن أي فرد آخر ، اذ هي اختصت بثقافة اجتماعية معينة لا تماثلها أية ثقافة أخرى في أية أمة . يمكن تعريف الثقافة الاجتماعية بأنها مجموعة التقاليد والقواعد والافكار الموجودة في أية أمة من الأمم . ويجب أن نعلم بأن الثقافة الاجتماعية ليست مجموعة بسيطة مؤلفة من أجزاء متفرقة ، بل هي كل متماسك ومترابط بحيث تكون الاجزاء فيه متفاعلة فيما بينها تفاعلا قويا يجعلها ذات طبيعة جديدة لم تكن فيها عندما كانت منفردة . فهي تشبه الثقافة الاجتماعية بالمركب الكيمياوي ، وتأتي على ذلك بمثل البارود . فالبارود هو مركب كيمياوي مؤلف من مواد الكبريت والفحم ونترات البوتاسيوم . ولكنها بعد أن تتفاعل فيما بينها ، على مثل هذا تكون الثقافة الاجتماعية ، فهي مركب قائم بذاته ، انها ذات خصائص تختلف عن خصائص كل جزء داخل في تركيبها (۳) .