يقسم أرسطو الكائنات الحية إلى مراتب، وتبعاً لهذا يقسمها إلى ثلاثة أجناس رئيسية : النبات والحيوان والإنسان، وتتدرج تصاعدياً بحسب وظائف النفس في كل من هذه الأجناس، فالنبات يمتاز أولا بأنه يتغذى وينمو ولكنه لا يتحرك، ثم إن أي جزء أخذته يمكن أن يفصل عن الآخر مع بقاء الحياة كماهي - كماهو واضح في التعقيل أو في التطعيم - أي أن النبات أقرب ما يكون إلى الخليط منه إلى المركب الحي الصحيح، إذ في ألحيوان نجد ان الجزء الذي يزول عنه لا يمكن ان يحيا مستقلا بذاته، ويتصف النبات كذلك بأنه لا توجد فيه إرادة، ونتيجة هذا كله أن التفاضل في النبات على درجة ساذجة جداً، بينما الحال على العكس من ذلك في الحيوان : إذ نجد الحيوان - نظراً إلى انه يجمع إلى جانب التغذي والنمو. بل وأيضاً الخيال والذاكرة - أكثرتفاضلاًمن النبات كماانه يلاحظ بالنسبة إلى التكاثر ان عضوي التكائر في النبات معاً، بينما عضوا التكاثر في الحيوان ليسا في فرد واحد، وإنما يكون هناك فردان أحدهما فاعل إيجابي عن طريق السائل المنوي، فهذا اختلاف واضح في طريقة التكائر بين النبات والحيوان. كما أن الحيوان يمتاز بالحركة، كما هي الحال في المحار أو الحيوانات الصدفية، التي يظهر أن حركتها تكاد تكون معدومة. هذا إلى أن الحيوان يمتاز بخاصة رئيسية تميزه من النبات، وهي قيام الأعضاء في مكب الطبيعي، فمثلاً يلاحظ في النبات أن الفم في أسفل والوضع الطبيعي ان يكون في أعلى، فالنبات إذن مقلوب الوضع في الواقع. أو يمكن أن يقال عن النبات إنه في نوم مستمر ولا يعرف اليقظة؛ أما لحيوان فيتراوح بين اليقظة وبين النوم.