بالرغم من أن الأسلحة النووية لم تستخدم سوى مرتين في هيروشيما ونجازاكي خلال الحرب العالمية الثانية، وبالرغم من أن مخزون السلاح النووي قد انخفض مقارنة بكميته التي بلغت ذروتها أثناء الحرب البارد، فإنه من الخطأ الظن بأن شبح الحرب النووية قد زال أو لم يعد أمراً محتملاً. إن أزمة الصواريخ الكوبية كانت على شفا أن تتحول إلى حرب نووية، وإذا افترضنا أن حدثاً كهذا يمكن أن يقع مرة واحدة كل تسعة وستون عاماً، وبفرض أن فرصة تحوله لحرب نووية كاملة تبلغ الثلث، فإن فرصة حدوث كارثة كتلك لتقع هي مرة واحدة كل مائتي عام. وهو ما يجعلنا نتصور أن فرصة وقوع الحرب النووية في الوقت الحاضر تقل عن 1/1000 لكل عام. فهي تقتل كل من يبلغه الغبار الذري الناشئ عنه والذي سينتشر على مستوى العالم ليتسبب في فناء الجنس البشري، ولكنها كسلاح يصعب تصنيعه وامتلاكه من الناحية العملية والاقتصادية، وبحيث يجعل ذلك منها سلاحاً نظرياً ويجعل من استخدامه فعلياً أمراً صعب الحدوث. إن الخطر الحقيقي الأكبر في حال وقوع الحرب النووية يتمثل فيما يعرف الشتاء النووي، حيث في حال حدوث الحرب النووية فإن الغبار والسخام المتصاعد والذي سيصل إلى طبقة الستراتوسفير[5] سيتسبب في إحداث موجة من البرد والجفاف تمتد لعدة سنوات على مستوى العالم، وإذا ما تحقق هذا السيناريو فإن البلايين من البشر سوف يموتون جوعاً، فوقاً لطبيعته ونوعيته سيكون الأثر الذي يخلفه على البشرية متبايناً،