مراسلات الحسين - ماكماهون (بالإنجليزية: The McMahon–Hussein Correspondence)‏ سلسلة من الخطابات المتبادلة أثناء الحرب العالمية الأولى وافقت فيها الحكومة البريطانية على الاعتراف باستقلال العرب بعد الحرب في القسم الآسيوي من الوطن العربي -عدا عدن؛ المحمية البريطانية وقتذاك- في مقابل إشعال الحسين بن علي شريف مكة الثورة العربية بهدف الاستقلال عن الدولة العثمانية. كان لهذه المراسلات تأثير كبير على تاريخ الشرق الأوسط ما بعد الحرب، كما استمر الجدال فيما بعدً حول كثيرٍ من النقاط، بين الحسين بن علي شريف مكة والسير هنري ماكماهون المعتمَد البريطاني في مصر (للفترة 15-1917). كان السبب الرئيس لاتصال الإنجليز مع الشريف هو مواجهة إعلان السلطان العثماني الجهاد ضد الحلفاء، وضمان الحفاظ على ولاء سبعين مليون مسلمٍ في الهند البريطانية، خاصةً حول مساحة المنطقة الساحلية التي طلب الإنجليز استثناءَها، بعد كشْفِ النقاب عن اتفاقية سايكس بيكو المعقودة في أيار/مايو 1916 والتي اتفقت فيها كلٌّ من بريطانيا وفرنسا على تقاسم الأراضي العربية التابعة للدولة العثمانية في غرب آسيا ومن قبل ذلك إعلان تصريح بلفور (بالإنجليزية: Balfour Declaration)‏ في 2 تشرين الثاني/نوفمبر 1917 -والذي أعلن تعاطفَ بريطانيا ودعمَها لإقامة وطنٍ لليهود في فلسطين وإنشاء دولةٍ لهم فيها- اعتبر الشريف الحسين والمثقفون العرب كلا الاتفاقية والتعهد خرقاً لمراسلات الحسين – ماكماهون. علماً أن جواب الشريف الحسين القاطع على ذلك كان الإصرار على عروبتها وعدم استثنائها مهما كلف الأمر (انظر الجدول في الأسفل: الخطابين 7 و8). وكذلك الاستجابةَ لاقتراحٍ بريطانيٍّ عام 1921 لتوقيع معاهدةٍ أنجلو - هاشميةٍ وقبول نظام الانتداب، وسوريا لـ"لأجانب"». وبعدما فشلت محاولتان بريطانيتان أخريتان للتوصل إلى معاهدةٍ ثنائيةٍ عامي 23-1924، وفي غضون ستة أشهرٍ سحب البريطانيون دعمهم للشريف الحسين لصالح حليفهم عبد العزيز آل سعود الذي شرع في غزو المملكة الحجازية الهاشمية. جيفريز في صحيفة ديلي ميل البريطانية، ثم نشَرَها كاملةً لأول مرةٍ جورج أنطونيوس في كتابه «يقظة العرب» (بالإنجليزية: The Arab Awakening)‏ في العام 1938 بمناسبة الإعلان عن الدعوة لمفاوضاتٍ بشأن فلسطين في «مؤتمر الطاولة المستديرة» في لندن، رُفعتِ السرية عن المزيد من الوثائق في العام 1964. الخلفية المفاوضات الأولية الحسين بن علي شريف مكة (09-1916) وملك المملكة الحجازية الهاشمية (16-1924)، تعود أول مفاوضاتٍ مسجلةٍ بين البريطانيين والحسين بن علي شريف مكة (1853 - 4 /6 /1931، عيّنه السلطان على إمارة مكة المكرمة والحجاز في أول تشرين الأول/نوفمبر عام 1908) إلى شباط/فبراير 1914 قبل أشهرٍ خمسٍ من اندلاع الحرب العالمية الأولى إثر زيارة عبد الله بن الحسين ثاني أبناء الحسين للقاهرة، لم يكنِ الشريف الحسين مرتاحاً للحاكم العثماني وهيب باشا المعين حديثاً في الحجاز من قبل الاتحاديين، فضلاً عن القلق المتزايد بسبب التوجس من مد الخط الحديدي الحجازي (الذي دُشّن عام 1908 بين دمشق والمدينة المنورة) ليصل إلى مكة المكرمة، وبات واضحاً أن الاتحاديين سرعان ما سيدخلونها إلى جانب ألمانيا (وقعت الدولة العثمانية وألمانيا معاهدة تحالفٍ سريةٍ في 2 آب/أغسطس 1914، وفي اليوم ذاته أُعلِنت التعبئة العامة).