الدهر لا يدوم على حال , والسعيد مَن لكنهم تنكروا له ولم يُعيروه أي اهتمام , فلما وصل باب القصر استقبله الخدم والعمال , وتساءل عن الضمير كيف يمكن أن يموت وكيف للمروءة أن لا تجد سبيلها في نفوس البع واتجهَ الى أهله وهم على مسافة بعيدة , فقال لهم : إنه أبي وقد مات منذ زمن فحوقل الرجال وتأسفوا وذكروا والده بكل خير وقالوا له إن أباك كان يتاجر بالجواهر وله عندنا قطع نفيسة من المرجان كان قد تركها عندنا أمانة فأخرجوا كيسا كبيرا قد مُلئ مرجانا فدفعوه اليه ورحلوا والدهشة تعلو وجهه وهو لا يصدق ما يرى ويسمع , تذكر صديقه اللئيم الذي تنكّرَ له ولم يرضَ باستقباله في قصره , فبعث له ببيتين من الشعر مع صديق لهما جاء فيهما :