يدرس في المرحلة الثانوية ويعيش حياة تبدو عادية، إلا أن داخله كان دومًا يتوق لما هو مختلف. الإثارة بالنسبة له ليست مجرد رغبة،لأيهم صديقان مقرّبان هما سراج وباسل. بدأت علاقتهم قبل ثلاث سنوات، حينما افتعل أيهم شجارًا بسيطًا مع أحد زملائه في المدرسة. تصادف وجود باسل وسراج حينها، فرض عليهم عقوبة أداء أعمال تطوعية لمدة شهر، وكان ذلك الشهر بداية لصداقة لم تنكسر حتى اليوم.في يوم الجمعة، والمقرر إقامتها يوم الإثنين. أخيرًا، فرصة لشيء غير تقليدي… فرصة لإثارة طالما حلم بها.أيهم: “هل سمعتم عن رحلة الغد؟”باسل: “أجل، أبي أخبرني عنها.سراج: “قلعة مارد! لطالما رأيتها من الخارج فقط… لم أظن أنني سأتمكن من دخولها يومًا.أيهم: “زرتها من قبل.باسل (مندهشًا): “حقًا؟ ولم تخبرنا؟” على أي حال، فكّرت أن… بدلًا من الذهاب للقلعة، نهرب إلى مقهى ونعود لاحقًا.باسل: “أنا مع سراج، الفكرة ليست فقط مجنونة،أيهم: “كم أنتم مملّون…” لكن عقل أيهم كان في مكان آخر،**الإثنين – صباح الرحلة وصعدوا إلى الحافلة التي أقلّت الطلاب نحو قلعة مارد.استقبلهم المرشد السياحي، وقال بابتسامة:“مرحبًا بكم، أنا أحمد،أيهم (هامسًا): “لو وافقتم على خطتي، لكنا الآن نشرب القهوة في هدوء.سراج: “أنا متحمس جدًا… لدي شعور أن شيئًا كبيرًا سيحدث اليوم.في ختام الجولة، لمح أيهم بريقًا ذهبيًا تحت إحدى السجادات.أيهم: “انظروا هناك… تحت السجادة، هل ترون اللمعان؟”سراج: “ما هذا؟ يلمع كأنّه ليس من هذا العالم. لكنها كانت عالقة.“ماذا تفعلون؟”أيهم (مرتبكًا): “أوه… سقطت محفظتي، وكنا نبحث عنها.باسل: “نعم، نعم. همس أيهم لصديقيه:“علينا أن نعود… لا أستطيع تجاهل ذلك البريق. هناك سرّ علينا اكتشافه.باسل (ببطء): “لا أتفق معك عادةً، ولم يلاحظه أحد.أيهم (بابتسامة): “إذًا اتفقنا… اليوم سنخبر أهلنا أننا سنخرج للمقهى، لكننا سنلتقي هنا، ونعود إلى القلعة.“ذلك البريق يُخبّئ شيئًا… وربما هذه هي المغامرة التي كنت أبحث عنها.توهّج في عيني أيهم بريق ضوء القمر، لقد حان الوقت أخيرًا لبدء المغامرة التي طالما حلم بها منذ صغره. كان واقفًا أمام القلعة القديمة،وما إن وصلا حتى بادراه بالتحية:أيهم: هل أقنعتم أهاليكم بأننا ذاهبون إلى أحد المقاهي؟نظر الثلاثة إلى بوابة القلعة العتيقة، فلم يكن هناك أي حراس،أومأ أيهم إليهما ليتقدما، وقبل أن يدخلوا، ثم تسللوا إلى الداخل. لم يكن من الصعب العودة إلى مكان البريق الذي لمحوه سابقًا، فوهجه المميز جعل تتبعه سهلاً.وقفوا في صمت أمام سجاد قديم يغطي شيئًا ما في الأرض،سراج: إنها عالقة وكأنها تحذرنا من الاقتراب!أيهم: كلا، انسحبت السجادة فجأة،أيهم: يا إلهي.باسل: هل تعتقدان أنه مصنوع من الذهب؟ لكن بريقه يوحي بذلك. لمح أيهم نقوشًا غريبة، فانحنى متفحصًا.أيهم: ما هذه الكتابات؟ إنها غريبة حقًا. إنها رموز!وفجأة، فالتفتوا جميعًا بفزع.سراج: كيف سقط هذا التمثال؟!باسل: من المستحيل أن تكون الرياح السبب.أيهم: لم يكن هناك أحد غيرنا حين دخلنا.سراج: أظن أن علينا الرحيل!باسل: أتفق،وضع باسل الحجر في جيبه، وبدأوا بالخروج، لكن قبل أن يغادروا، كان عنوانه "رموز القمر"، فأخذه معه.أيهم: أظن أنه قد يساعدنا على فك تلك الرموز.سراج: حسنًا يا رفاق، وسنكمل النقاش هناك. لاحظ باسل ورقة ملتصقة على نافذة السيارة. إن لم تُعيدوها خلال ثلاثة أيام، فسنُخبر الجميع أنكم سرقتم الحجر. هل يُراقبنا أحد؟ لحظة. لصوص الآثار؟!باسل: لصوص آثار؟ من هم هؤلاء؟ ثم يهددون أصحابها ويطلبون المال.سراج: هذا أمر خطير جدًا! لكن ماذا سنفعل الآن؟ فلا بد أن له قيمة عظيمة.باسل: لا أعلم.سراج: لدينا ثلاثة أيام فقط، دعونا نحاول!أيهم: باسل، هل أنت معنا؟حسنًا، أنا معكم. ما رأيكم أن نذهب إلى منزلي ونبدأ العمل هناك؟انطلق الشبان في السيارة نحو منزل باسل،أيهم وسراج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، نحن بخير،وما إن خرج والد باسل، حتى صعد الشبان إلى غرفة باسل بحماسة واضحة. نحتاج إلى ورقة، قلم، الحجر، والكتاب الذي جلبته من القلعة.بدأوا بجمع ما يحتاجونه،سراج: فعلًا. كم عددها؟أيهم: ثلاث عشرة رمزا.باسل: ثلاثة عشر؟ هذا كثير! قد لا ننجزها في الوقت المحدد. لدينا ثلاثة أيام. لنقسّم العمل: أحدنا يبحث في الكتاب، والآخر عبر الإنترنت.أيهم: سأهتم بالكتاب.باسل: وسأتولى البحث على الإنترنت.سراج: ممتاز، فسأُحضِر لنا بعض الطعام، فقد بدأ الجوع ينهشني!ضحك أيهم وباسل،أيهم: معك حق، لا يمكن أن نكمل مهمتنا دون طاقة!غادر سراج إلى المطبخ، بينما فتح أيهم الكتاب وبدأ بالتصفّح.أيهم: يا للهول! هذا الكتاب يحتوي على أكثر من مئة لغة من لغات الرموز! كيف سنعرف بأي لغة نبدأ؟باسل: مئة؟! ألا يوجد دليل لمعرفة اللغة المناسبة؟أيهم: لحظة. نعم! وجدت تعليمات. فإذا ظهر اللون الأزرق فهي لغة صينية، أما إذا كان أحمر. فهي اللغة العربية. لكن فجأة.أيهم وباسل (مبتهجين): إنها العربية! الحمد لله!أيهم: كنت أظن أن الكتاب سيكون عديم الفائدة. لننادي سراج كي نبدأ فورًا!باسل (مناديًا): سراج! اصعد بسرعة، لقد اكتشفنا شيئًا مهمًّا!صعد سراج مسرعًا وهو يلهث:باسل: ليس بعد، لكننا عرفنا أن الرموز مكتوبة بالعربية! قطعت طعامي لهذا!ضحك الثلاثة بصوتٍ عالٍ.أيهم: لا تقلق، نحن سنكمل فك الرموز.خرج سراج عائدًا إلى المطبخ، كان يشبه شكل إنسان.بدأ باسل يلتقط صورًا للرموز،أيهم (ضجرًا): لقد مضت ربع ساعة، ولم نعثر على معنى هذا الرمز! لا يزال أمامنا 12 رمزًا آخر.باسل: علينا التحلي بالصبر، نحن من اختار خوض هذه المغامرة. اتسعت عيناه فجأة:أيهم: وجدتها!قرأ بصوت واضح:باسل (مسرعًا يدوّن): رائع! لنواصل!نظر أيهم إلى الرمز التالي، بل اسم الحجر نفسه!أيهم: وماذا كان اسمه؟باسل: "حجر المُضيح"! وُجد في منطقة المضيح قديمًا، ثم نُقل إلى الجوف عبر الأجيال. كان محفوظًا في أحد المتاحف الأثرية،أيهم: وهل كُتب شيء عن الرموز؟باسل: نعم، النقش يدلّ على كنز من كنوز الجوف.أيهم: وأنا كذلك. أبي أرسل لي رسالة،باسل: حسنًا، اذهبا الآن،صباح الثلاثاء،حضَّر الشبان جميع الحصص الدراسية، وعندما انتهى اليوم الدراسي،ثم بدأ باسل بالقيادة نحو المنزل. اجمعوا الأدوات. وكذلك الورقة والقلم. أممم،سراج: "ماذا يا باسل؟ ما هذه الورقة؟"باسل: "أ. أ. إنها من لصوص الآثار. لقد أخذوا الكتاب حتى لا نستطيع فك الشفرة.أيهم: "ماذا؟ كيف؟ كيف استطاعوا دخول منزلك؟"باسل: "لا.سراج: "هل يعني هذا أننا فقدنا الكتاب الوحيد الذي كان سيساعدنا في فك الشفرة؟"سراج: "يا رفاق، لنركز على الأهم الآن بدلاً من الجدال! لنحاول إيجاد طريقة أخرى لفك الشفرة، ولكن أولًا يجب عليكما الهدوء والاعتذار من بعضكما.أخذ كل من باسل وأيهم نفسًا عميقًا. لم يكن يجب علي الصراخ عليك. لم يجب علي لومك. بينما سراج ابتسم أيضًا.سراج: "ممتاز! الآن لنجد طريقة أخرى لفك الرموز.أيهم: "ممتاز!"بعد البحث على الحاسب: وأنت يا باسل اكتب الرموز. دائرة، سهم، سيارة، مثلث، قلم، مربع، خط مستقيم.أيهم: "لنأمل أن يفتح الموقع.بعد انتظار دام ثوانٍ، شعرت كأنها ساعات.صفق كل من سراج وأيهم.ضحك كل من سراج وباسل.ضحك الأولاد.أيهم: "لا حاجة لإخبارنا، يمكنك الذهاب لتأكل.ذهب سراج إلى المطبخ.باسل: "حسنًا، يبدو أن النظارة تعني كلمة 'عرف'.أيهم يدون على ورقة: "عرف،أيهم: "مفتاح.باسل: "مفتاح يعني سر.أيهم: "الرمز الرابع،باسل: "دائرة تعني الخط. سهم.صرخ الشبان من الفرح. مسرعًا: "ماذا حدث؟ هل حدث شيء سيئ؟!"باسل: "فككنا الشفرة!"سراج، يصرخ من الفرح: "أخيرًا! ما هي الشفرة؟"أيهم، يقرأ بصوتٍ عالٍ: "من عرف سر الخط،باسل: "حقًا، لم تعرفها؟ تعني أول شجرة زيتون بالجوف. سأعود الآن إلى المنزل. ما رأيكم أن نتقابل بعد صلاة العشاء؟"عاد كل من الشبان إلى المنزل، جلسا معًا. حقًا؟ لم أكن أعلم.والد أيهم: "حقًا؟ يقولون إنهم يشكون في أحد الطلاب الذين زاروا القلعة يوم الاثنين. أليس كذلك؟"أيهم: "بالطبع ليس أنا. أنا فخور بك.بعد الحديث المطول بين أيهم ووالده، توجه أيهم إلى باسل.أيهم: "إنهم يعلمون.باسل: "ماذا تعني؟" وأنهم سرقوا الحجر.أيهم: "ليس قبل أن نجد الكنز. حسنًا، ولكن علينا الانتهاء اليوم!"أيهم: "هل اتصلت بسراج؟" لكن والده لم يسمح له بالخروج. سنكون نحن فقط.باسل: "نعم، هل سألت أباك عن شجرة الزيتون؟"وصل الشبان إلى المزرعة بعد رحلة طويلة، وكان المكان مظلمًا وكبيرًا. إنها حقًا كبيرة.باسل: "لصوص الآثار؟ كيف عرفوا أننا وجدنا الشفرة ومكان الكنز؟"لاحظ باسل وأيهم عربة خلفهم، واتصل سراج بأيهمأيهم: "ماذا هناك يا سراج؟"سراج: "أخبرت أبي بكل شيء.أيهم وباسل: "ماذا؟!" وهو اتصل بالهيئة لإخبارهم. الآن هم في طريقهم إليكم. ينزل أيهم النافذة.الرجل: "السلام عليكم. أنا عبد الله، هل أنتما أيهم وباسل؟" نعم، وقد وردتنا معلومات بأنكم أنتم من سرقتم الحجر والكتاب.باسل وأيهم يحدقان في صمت. خصوصًا مع وجود لصوص آثار يتتبعونكم؟ قد يلحقون الأذى بكم أو بأهاليكم.