فالعين النيرة هى الدليل الذى لا بد منه العجب العجيبة التى تتحجب بها الحياة والقلب النيّر هو وحده الذى لولاه لما كان كون ولا كانت حياة. الذي يستطيع هنك تلك الحجب والوصول بنا إلى النور الأولى يشبه الإجماع انهم ما حيلوا بروائعهم إلا فى ظلمات السكينة أو فى سكينة الظلمات فما أكثر ما يشوه النور الأشياء ويظهرها تحجب عنها. وهكذا يخدعنا عن لباب الحياة بقشورها. وإذ ذاك على غير حقيقتها. كما أسلفت، تلك الرحم العجيبة المباركة التي فيها تتجسد الحياة لتدرج منها إلى النور ولكن في جلابيب يغمرها النور ولا يخترقها. وانه لمن السخافة بمكان أن نحاول هتك الظلمات التي تلتف بها الحياة عن طريق البصر الذي لا يستطيع العمل إلا بالنور وفي النور. أفما من طريق لنا إلى قلب الحياة غير طريق البصر ؟ أجل هنالك طريق البصيرة. فالبصيرة هي العين الباطنية التي لا تتكل على نور الشمس والقمر والنجوم، فلا تعطلها الظلمات مهما احلولكت وتكاثفت.