الاتصال، في اللغة العربية كلمة مشتقة من كلمة التواصل، واصل على وزن فاعل وكلمة تواصل جاءت على صيغة تفاعل ومصدرها وصال مواصلة، وتشير كلمة تواصل إلى حدود المشاركة في الفعل مابين الطرفين ونقيضها تقاطع وتنافر1 . والاتصال والوصلة: ما اتصل بالشيء، أي اتصال وذريعة، والوصل ضد الهجران، والوصل خلاف الفصل. واتصل الشيء بالشيء لم ينقطع. انتهى اليه وبلغه، ووصله اليه وأوصله: أنهاه اليه وأبلغه إياه 2. وكلمة اتصال وما يرادفها باللغة الأجنبية communication مشتقة من الأصل اللاتيني (Communis)أي) (Common بمعنى "مشترك" أو "عم" فعندما نقوم بعملية الاتصال فنحن نحاول أن نقيم رسالة مشتركة مع شخص أو جماعة أخرى، اصطلاحا، تنوعت التعاريف وتعددت لمفهوم الاتصال وهذا باختلاف وجهات النظر والاهتمامات البحثية لكل باحث، وسنحاول تقديم جملة من هذه التعاريف لمحاولة الالمام بهذا المصطلح. عرف عالم الاجتماع "تشارلز كولي " عام 1909 الاتصال على أنه: الآلية التي توجد فيها العلاقات الإنسانية وتنمو عن طريق استعمال الرموز ووسائل نقلها وحفظها. ويرى "ريتشاردز" عام 1928م، فتحدث في عقل المتلقي خبرة مشابهة لتلك التي حدثت في عقل المرسل ونتجت جزئيا عنها. ويعرف "جورج ليندبرج" سنة 1939م الاتصال بأنه التفاعل بواسطة الرموز والإشارات التي تعمل كمنبه أو مثير يثير سلوكاً معيناً عند المتلقي. ويعرفه عالم النفس "كارل هوفلاند" عام 1948م بأنه عملية يقوم بمقتضاه المرسل بإرسال رسالة لتعديل سلوك المستقبل أو تغييره. والمستقبل واستجابة الأخير. وعرفه "ألبرس" عام 1966، الاتصال بأنه نقل المعنى من شخص الى آخر من خلال العلامات أو الإشارات أو الرموز المفهومة ضمنيا للطرفين. وعرفه عالم الاتصال "ولبر شرام" عام 1977 الاتصال بأنه المشاركة في المعرفة عن طريق استخدام رموز تحمل معلومات4. أما الباحثة "جيهان رشتى" فتعرف الاتصال سنة ، 1975 بأنه عملية يتفاعل بمقتضاها مرسل ومتلقي الرسالة، وحسب "عاطف عدلي" سنة 1999، وانطلاقا من التعريفات السابقة الذكر، وما تجدر الإشارة إليه في الأخير أن عدم الاتفاق في تقديم تعريف موحد لمصطلح الاتصال، ب-مكونات العملية الاتصالية: وضع علماء الاتصال نماذج متعددة لوصف العملية الاتصالية ويمكننا حصر عناصرها الأساسية في النقاط التالية: 1/المرسل أو المصدر: والذي يريد تبليغها لطرف آخر بشكل معين ليشاركوه أفكاره وأرائه، او اتجاهات أو خبرات معينة7. ولضمان نجاح الرسالة يجب ان تتوفر فيها مجموعة من الشروط منها الدقة، والوضوح، فالقارئ هو الشخص المهم حينما أكتب، والمستمع هو الشخص المهم عندما نتحدث، لذا يعد المستقبل هو أول أولويات المرسل. 4/ القناة: وهناك الوسيلة السمعية وهنا نخص بالذكر الاذاعة، 5 /رجع الصدى: وتسمى أيضا التغذية الرجعية، 6/ التأثير: يعد التأثير الهدف النهائي الذي يسعى المرسل الى تحقيقه، وتتم عملية التأثير على خطوتين، والخطوة الثانية هي تغيير السلوك. وهو مسألة نسبية ومتفاوتة بين شخص وآخر وجماعة وأخرى، وذلك بعد تلقي الرسالة الاتصالية وفهمها12. توجد تقسيمات عديدة لأنواع الاتصال ويمكننا تحديدها وفق معايير على النحو التالي: حسب اللغة المستخدمة: اتصالا لفظيا واخر غير لفظي الاتصال اللفظي: وهنا تكون عملية التبادل لغوية، الاتصال غير اللفظي: وهو الاتصال التي يتم من خلاله تبادل المعلومات والأفكار دون استخدام لغة الألفاظ أو ما يعرف باللغة الجسد من خلال تعبيرات الوجه، الصمت والصوت الإشارات والايماءات وما الى ذلك. حسب درجة التأثير: الاتصال الذاتي: وهو الاتصال الداخلي الذي يحدث مع الفرد وذاته، كالتفكير والتأمل والتخيل والحلم. ويرى بعض الباحثين أن الاتصال الذاتي يحتل الزمن الأكبر في اتصال الفرد، وهو عادة ما يسبق الأنواع الأخرى من الاتصال أي أن الفرد يفكر قبل أن يدخل في أي اتصال مع الأخر أو الآخرين14. الاتصال الذي يحدث بين شخصين أو أكثر في شكل علاقات اجتماعية. يتضمن هذا الاتصال كل عناصر الاتصال وأهمها الحضور الشخصي للمرسل والمتلقي. ضف الى ذلك مرونة الموقف الاتصالي حيث يمكن تعديل الرموز أو الرسالة بما يتفق و الاستجابات الفورية التي تحدث ، وسيطرة المرسل على هذا الموقف الاتصالي. ووجد هذا النوع من الاتصال منذ القدم فالإنسان اجتماعي بطبعه فهو يميل بالفطرة الى إشعار غيره عما يدور بخاطره، الاتصال الجمعي: يعكس هذا النوع من الاتصال كبر حجم المشاركين في الاتصال وبصفة خاصة جماعات المتلقين. كما يتميز بوحدة الاهتمام والمصلحة حول الأهداف العامة16. الاتصال التفاعلي ويسود هذا النوع من الاتصال مجتمع المعلومات17. حسب الاتجاه: الاتصال النازل: يبدأ من أعلى هرم في التنظيم الى أسفله، ويدخل ضمن الاتصال التنظيمي الذي يحدث داخل المنظمة كالمؤسسة التعليمية أو تجارية، الاتصال الصاعد: المقصود به تلك العملية التفاعلية التي تتم من المرؤوسين للتوجه الى أعلى الهرم التنظيمي ن من خلال تقديم اقتراحات، بيانات أو حتى شكاوى عمل. هو ذلك الاتصال الذي يتم في المستوى الواحد من التنظيم، وهو ما يساعد على إمكانية انتشار المعلومان بين أفراد نفس المنظمة18. الاتصال النازل الصاعد: بمعنى آخر لا تضع الإدارة العليا في أي تنظيم خطة عملها الاَ بعد التشاور مع المرؤوسين ومعرفة وجهة نظرهم في مواضيع معينة تخص العمل ثم تحديد خطة العمل19. ث-خصائص الاتصال: - الاتصال ذات مدلول اجتماعي وله صفة التلقائية فالأفراد مدفوعين اجتماعيا إلى الاتصال بطريقة تلقائية حتى يتمكنوا من الاستمرار والتواصل في حياتهم الاجتماعية. - الاتصال يحقق ترابط المجتمع، وهذه الفطرة هي منبع التبادل الذي يقع بين أفراد المجتمع20. - الاتصال عملية مستمرة، فلقد وجد الاتصال منذ القدم، يعني منذ ان وجد الانسان على هذه المعمورة ومازال مستمرا في وقتنا الحالي، تطورت أشكاله وتنوعت عبر الزمن مع تطور المجتمعات21. فهو متكون من وحدات متراكبة، وتعمل جميعا حينما تتفاعل مع بعضها البعض من مرسل ومستقبل ورسائل ورجع صدى وتأثير وبيئة اتصالية. وإذا غابت بعض هذه العناصر أو لم تعمل بشكل جيد فان الاتصال لا يحقق النتائج المرجوة منه. - الاتصال آني تفاعلي ومتغير، - الاتصال قد يكون قصديا وقد لا يكون، لسان العرب، دار المشرقي الثقافي، 1999، 10- فضيل دليو و أخرون، 14-حسين خريف، (مطبوعة غير منشورة ، نظرياته،