أ. طلب الشرعية يعتبر الطابع الديني مدخلاً هاماً لكل الجوانب الأخرى لما له من أهمية في عالم العصور الوسطى، وذلك عندما أرسل الحاجب بيين الثالث إلى البابا زكريا في عام 751م يطلب تنحيه الملك الميروفنجي شيلدريك الثالث ويطلب أيضاً تعينه ملكاً على الفرنجة. . وهكذا انتهي حكم الدولة الميروفنجية (486) - 751م) وبدأ حكم الدولة الكارولنجية (751) 16 وفي هذه المرحلة بدأ ببين سياسة التحالف بين دولة الفرنجة من ناحية والكنيسة والبابوية من ناحية أخرى، وهذه السياسة ازدادت وضوحاً عندما قام البابا ستيفن الثاني بزيارة الملك ببين في عام 754م وحصل منه على معاهدة جعلت للبابوية السلطة على سائر الممتلكات البيزنطية السابقة في إيطاليا، وكارلومان، وبعد وفاة ببين اقتسم الأخوان الحكم وتولى شارلمان الحكم وحده في الدولة الكارولنجية بعد وفاة أخيه كارلومان في عام 771م، وترتب على ذلك إحياء الإمبراطورية الغربية وخاتمة لمرحلة التحالف بين الملكية والكنيسة. وواقع الحال كانت الدولة الكارولنجية دولة ثيوقراطية أي دولة تجمع بين الجانب الديني والسياسي، ويجب ألا تعتقد أن العنصر الثيوقراطي في حكم شارلمان قد استمد قواته من تقاليد الإمبراطورية الرومانية القديمة، ب حروب شارلمان الدينية كما أن حروبه ضد السكسون كان بسبب تصميمه على إزالة آخر بقايا الوثنية الجرمانية، ثم أنه هدم دولة الآثار الوثنية وأرح أوروبا من الفزع الذي أصابها منهؤلاء. ج. نظام الحكم فقام بتعيين الأساقفة، والدعوة إلى عقد المجامع الدينية ويشرع القوانين اللازمة للكنيسة وأعاد إلى كبار الأساقفة سلطانهم وحدد مناطق نفوذهم، كما أكد حقوق الأساقفة على القساوسة الخاضعين لإشرافهم، وليس ذلك فحسب فقد اجتمعت معظم أمور الإدارة المركزية في أيدي رجال الدين من القضاة الإمبراطوريين للمحكمة العليا ورجال الكنيسة الخاصة بالقصر الكارولنجي، لأن رئيس هذه الكنيسة الإمبراطورية كان هو المستشار الأول للإمبراطور شارلمان وصاحب أحد المقامات العليا في الإمبراطورية. وعندما استخدم شارلمان نظام المبعوثين الذين يقومون بالتفتيش على المحليات وضبط أمورها، وكان الأسقف ورؤساء الأديرة هم الذين يعهد إليهم بأهم هذه الأمور.