الخواص العامة للفروق الفردية يحاول المختصون في الدراسات النفسية أن يضعوا تقسيمات تتناول الخواص الاساسية للفروق الفردية أو في احيان كثيرة يطلق عليها خصائص الفروق الفردية ولا يهمنا في هذا التسمية بقدر ما تهمنا المعلومات التي ستوردها بهذا الخصوص. تتميز الفروق الفردية بميزات أو خصائص منها : اولاً : الفروق الفردية فروقا كمية وليست نوعية اي ان الفرق بين شخص وآخر لا يعني ان احدهما لديه قدرات لا تتوافر نهائيا في الشخص الآخر ولكنها تعني أن جميع القدرات متوافرة في كل فرد وان الفرق . ينحصر في مقدار توافر القدرة أو السمة في كل فرد ومعنى ذلك كما يقول سيد خير الله انه لا يمكن تقسيم الافراد بالنسبة لاية قدرة أو سمة نفسية تقسيما ثنائيا حادا الى من يمتلك القدرة ومن لا يمتلك القدرة ولكن امتلاك السمات عند الافراد او القدرات يتمثل بمقياس متصل اتصالا تاما. فالفرق بين الطول والقصر هو فرق في الدرجة ذلك لانه توجد درجات متفاوتة من الطول والقصر يمكن المقارنة بينها باستخدام مقياس واحد. كذلك الأمر في سمة عقلية مثل الذكاء فالفرق بين العبقري وضعيف العقل هو فرق في الدرجة وليس فرقا في النوع لانه توجد درجات متفاوتة بينهما ولانهما يقاسان بمقياس واحد لذلك كان التقسيم الثنائي لبعض الصفات تقسيما غير علمي لانه قائم على تصور ان الفرق بين الافراد في الصفة فروق في النوع او انه يقوم على تصور أن الصفة المدروسة تمثل بكميات منفصلة والواقع انه يمكن تتبع أي صفة في درجاتها المختلفة عن الافراد من ادناها الى اقصاها سيد خير الله ص (312) . ولا تكون الفروق الفردية فروقا في النوع إلا بمعنى واحد وهي أن المقارنة تكون بين صفتين ولا تكون المقارنة في ضوء صفة أو سمة واحدة فاختلاف الاطوالطول عن الوزن اختلاف في نوع الصفة ولذا لا يخضع مثل هذا الاختلاف الى القياس لعدم وجود مقياس مشترك بينهما، فالطول بالامتار والوزن يقاس بالكيلو غرامات والفرق بين الطول والوزن لا يقاس بالامتار ولا بالكيلوغرامات وينطبق الامر كذلك في قدرة عقلية مثل الذكاء. ثانياً : مدى الفروق الفردية وتشتتها وتحتلف القدرات بين الافراد ففرد ما يمتلك قدرع عالية في تذكر الارقام والاعداد بينما شخص آخر ليس لديه هذه القدرة بينما شخص آخر لديه قدرة عالية في ايجاد المفردات المناسبة لغويا وهو ما يعرف بفقه اللغة أي قدرته اللغوية عالية في هذا الجانب، قدرة عضليه وجسميه مميزة عن اقرانه في المطاولة والتحمل أو الركض السريع أو القفز العالي ويكون تميزه واضح على اقرانه من نفس العمر واثبتت الابحاث العلمية على أن أوسع مدى للفروق الفردية يظهر في سمات الشخصية وأن أقل مدى يظهر في الفروق الجسمية، وأن مدى الفروق الفردية في النواحي العقلية المعرفية يعتدل بين منين الطرفين، هذا ويختلف المدى باختلاف الجنسين (ذكورا وإناثا) فني التوزيع التكراري لدرجات كل من الذكور والاناث في الذكاء يلاحظ أن الاناث أكثر تجانسا من الذكور. ثالثاً : معدل ثبات الفروق الفردية وأكدت بعض الدراسات النفسية بان الميول تظل ثابتة عبر سنوات طويلة وأكثر الفروق تغيرا ما توجد بين سمات الشخصية فيما ترى بعض الابحاث أن نسبة الذكاء وخاصة قبل سن الرشد تكون ثابتة ولكن هناك ابحاث حديثة تشير الى احتمال زيادة نسبة الذكاء نتيجة للتدريب والتعليم. رابعاً : العمر الزمني والفروق الفردية العمر الزمني وهو العمر الذي يمكن قياسه بالاشهر بعد تحويله من السنين لدى الأفراد ويستخرج العمر الزمني وكذلك العمر العقلي لمعرفة نسبة الذكاء، ففي مرحلة الطفولة تختلف معامل الارتباط عنها في مرحلة المراهقة والرشد وكذلك في مرحلة الشيخوخة وهذا يعني تداخل القدرات الخاصة بحيث أن الطفل المتوسط في قدرة معينة عادة ما يكون متوسطا ايضا في المرحلة وبالتالي نقل الفروق داخل الفرد من ناحية وبين الافراد وبعضهم من ناحية أخرى اما في مرحلة المراهقة والرشد فيقل التداخل بين القدرات الخاصة فالفرد المتوسط في قدرة معينة ليس بالضرورة أن يكون متوسطا في باقي القدرات وهذا يبين ازدياد الفروق داخل الفرد من ناحية وبين الافراد وبعضهم من ناحية أخرى من اما في مرحلة الشيخوخة فمن المحتمل أن تعود القدرات الخاصة الى التداخل مع بعضها البعض وبالتالي تقل الفروق بين الفرد ونفسه وبين الافراد بعضهم (سيد خير الله ص (314) ومتشابكة ولكنها على اختلافها تكمن في 1) البيئة والوراثة 3)المستوى العقلي المعرفي البيئة والوراثة وربما كان التفاعل بين هذين العاملين هو الاصح فكل منهما يساعد الآخر ويكمله، فالاستعدادات الفطرية الوراثية لا يمكن أن تظهر ويتضح أثرها بدون عوامل البيئة. فالانسان يولد مزود بوراثة معينة ثم يعيش في بيئة مادية واجتماعية تؤثران فيه ويؤثر فيها طوال حياته مثل الاسرة ، ثقافة المجتمع الذي يعيش فيه) فالبيئة ان صحالتعبير ليست قوة مستقلة عن الوراثة أو قوة تضاف اليها بل قوة تتفاعل معها ومن هذا التفاعل يتم نمو الفرد وسلوكه وما يتسم به من صفات جسمية وعقلية ومزاجية واجتماعية من فكلا العاملين ضروري ومهم ولا وجود لأثر أي منهما دون وجود أثر للآخر. خلاصة القول ان علماء النفس توصلوا بأن الفروق الفردية بين الافراد هي نتاج التفاعل بين الوراثة والبيئة وبمعنى آخر يمكن أن تعد الفروق الفردية هي نتاج التفاعل بين - امكانات الفرد وهي تمثل الجانب الوراثي - الخبرات أو الممارسات التي يمر بها الفرد والمرتبطة بهذه الامكانات قوة الدافعية لدى الفرد حيث تحدد مدى استفادة الفرد من هذه الممارسات ودرجة اقباله على هذه الخبرات. اذن نستطيع القول ان الفروق الفردية تجمع الوراثة + البيئة الدافعية ويمكن ان نصيفها كما يلي: ويمكن أن نورد مثالا على ذلك وهو اذا كان هناك فروق فردية بين شخصين وكانا متكافئين في امكاناتهما والخبرات التي يمران بها فانه يمكن تفسير الفروق بينهما على اساس اختلافهما في درجة الدافعية اما اذا كانا متشابهين في امكاناتهما ودرجة الدافعية فانه يمكن تفسير الفروق بينهما على اساس اختلافهما في نوع وكم الخبرات التي يمران بها، واذا كانا متشابهين في نوع وكم الخبرات التي يمران بها ودرجة الدافعية لديهما فانه يمكن تفسير الفروق بينهما على اساس اختلافهما في امكاناتهما الوراثية اما اذا كانا متكافئين في عامل واحد من العوامل الثلاثة السابقة فانه يمكن تفسير الفروق الفردية في اطار اختلافهما في العاملين الآخرين الجنس تناولت الدراسات المختلفة في علم النفس أن الفروق الفردية تكون واضحة المعالم بين الاناث عنه عند الذكور وهي حقيقة مهمة يعرفها من يشتغل في مجال البحوث التربوية والنفسية فالفروق بين الجنسين باتت من الحقائق الواضحة التي لا يفضلها المشتغلون في هذه التخصصات فكثيرا ما نسمع في هذا المجال بعد اجراء التطبيقات الميدانية وفرز النتائج كلمات مثل أظهر أداء الجنسين في عينة التقنين فروقاً بين الذكور والاناث، الاناث كما أن بعض الاناث يحصلن على درجات أقل من اغلب الذكور وهكذا. ان الدراسات الميدانية تحاول ان تقيس الفروق الفردية على الاداة التي صممت لها فمثلا البحوث التجريبية التي اجريت على الذكور والاناث اظهرت ان النمو العقلي عند الاناث اعلى منه عند الذكور حتى سن المراهقة وخلال فترة المراهقة يزداد الذكور عن الاناث في النمو ثم تتقارب المستويات عند الجنسين في النمو العقلي وخاصة الذكاء. كما اكدت تجارب اخرى تفوق الذكور على الاناث في الجوانب العقلية. كما أظهرت الابحاث والدراسات المتخصصة في مستويات التفوق في بعض المواهب والمهارات والقدرات العقلية عند الجنسين فالذكور يتفوقون على الاناث في القدرات العددية والميكانيكية والعلوم الطبيعية، وتشير انستازي في كتابها المعنون القياس السيكولوجي وفي فصله الرابع بقولها ينبغي على الاخصائي النفسي أن يتيقظ عند تفسيره النتائج المقياس مع الذكور ومع الاناث بحيث يضع في الاعتبار تلك البنود التي تعكس الاختلافات بين الجنسين. والفروق بين الجنسين Sex Differences اي فروق جوهرية نفسية أو عقلية تميز بين الذكور كمجموع والاناث كمجموع كان يكون احدهما أكثر انطواءا او انبساطا أو يكون احدهما اعلى في القدرة الحسابية او اقل في القدرة الميكانيكية الخ (فرج) طه وآخرون) ان الفروق الفردية بين الجنسين لا تقتصر في الجوانب العقلية فحسب بل تظهر ايضا في الجوانب الأخرى مثل الشخصية. المستوى العقلي المعرفي : يقول د. احمد محمد الزعبي كلما ازدادت العمليات العقلية تعقيدا وصعوبة، ازدادت تبعا لذلك الفروق العقلية القائمة بين الافراد واثبنت بحوث ثوراندايك Tharandik بأن تباين الفروق العقلية عند الانسان اوسع من تباينها عند الحيوان، وتزداد هذه الفروق في الجوانب المكتسبة عما هي عليه في النواحي الفطرية وسوف نتناول في الفصول اللاحقة الفروق الفردية في العمليات العقلية المعرفية بشكل مفصل وموسع. الفروق الفردية في الشخصية : ويضع البورت تعريفا للشخصية بقوله الشخصية هي التنظيم الديناميكي في الفرد لجميع التكوينات الجسمية والنفسية الذي يحدد الاساليب التي يتكيف بها الشخص مع البيئة. ان الشخصية اذن هي مجموعة أو تكوينات جزئية ممثلة من "الجسمية" و النفسية وتجدر الاشارة الى ان التكوينات النفسية للشخصية يندرج تحتها تكوينات جزئية هي جميع ما يتميز به الفرد من عادات واتجاهات وانفعالات وعواطف واستعدادات وقيم، كل هذه تتفاوت من فرد الى آخر ومن لحظة الى اخرى داخل الفرد الواحد ، فالفرد يحوي هذه التكوينات الجزئية وله نظامه الخاص ولكنه في نفس الوقت يرتبط بالتكوين الكلي للشخصية في انتظامها العام. ان الشخصية تتمايز من فرد الى آخر ومن مجموعة الى اخرى في ما يلي: ان تكيف الفرد مع بيئته يتراوح بين القوة والاعتدال والضعف أو ربما يكون تكيفا سلبيا او ايجابيا وهي محاولة يقون بها كل فرد للتفاعل مع هذه البيئة في واقعها الحالي أو كما يتخيلها كل فرد وحسب ما يمتلك من تصورات وتخيلات وهنا تكون الفروق الفردية واضحة ومتباينة بين الافراد. بصورة مباشرة وغير مباشرة والتي تتفاعل فيما بينها في مواجهة المثيرات المختلفة مؤدية استجابات خاصة تدل على الكيفية الفريدة التي يتعامل بها وتميزه عن غيره، وتدلنا الفروق الفردية في الشخصية بكل وضوح بروزها في كيفية اداء الممثلين ادوارهم او اداءهم او توحدهم بالدور الذي يقومون بتمثيله حتى قيل انه ينبغي أن يتولى وصف الشخصية الفنانون لا العلماء لما بها من تمايز واضح في الفروق المتباينة، فالفنانيين يستطيعون تصوير الشخصية في تفردها وتميزها ووضوح فروقها الفردية بكل جلاء، يقول طلعت منصور آخرون الواقع أن مشكلة التفرد في الشخصية ليست باصعب من مشكلة التفرد البيولوجي فحينما بتفاعل عدد كبير جدا من المتغيرات المستقلة الوراثية والبيئية في احداث اثر معين فان النتيجة الحتمية هي التفرد مثل التفرد الذي يوجد في بصمات الاصابع ومع ذلك فهذا لا يمنع من تصنيفها ودراستها رغم أن النواحي التي يختلف بها الناس كثيرة ومتعددة بحيث لا يمكن حصرها الا أن بالبحث الاحصائي الموضوعي تبين أن الفروق بين الافراد تميل لان ترتبط فيما بينها بشكل يجعل من الممكن تحديد ابعاد او سمات أكثر عمومية. وبرى علماء النفس أن مجموعة الصفات التي تضم التنظيم النفسي في الشخصية هي الاكثر ظهورا في الفروق الفردية ويقول علماء النفس أن التنظيم النفسي هو عبارة عن نظام متكامل من السمات النفسية التي تميز الفرد في تفاعله مع مواقف الحياة والتي تحدد اهدافه وتميز سلوكه في تكيفه وتوافقه مع الظروف المادية والاجتماعية كما تحدد اساليب تعامله مع الناس المحيطين به في البيئة التي يعيش فيها او اسلوب حياته أن الفروق بين الافراد تظهر في الجوانب التالية: الصحة العامة. المظهر وابعاد الجسم نواحي القوة والعاهات ونواحي النقص والعجز النشاط الحسي والحركي. وتظهر الفروق في الشخصية بشكل واضح في: الجوانب الانفعالية العامة والثبات الانفعالي السمات الخاصة كالانطواء والانبساط والخضوع والسيطرة والعدوان والمسالمة. الاتجاهات والميول والعواطف والانفعالات والقيم. المستوى التحصيلي الدراسي - المعلومات العامة - الخبرات السابقة - القدرات العقلية العامة الذكاء القدرات العقلية كالقدرة الرياضية والعددية والميكانيكية واللغوية والفنية والابتكارية الفروق الفردية في الذكاء والقدرات والاستعدادات الخاصة :