جحا واللصوص مَعْرُوفاً بِالصِّدِقِ وَالْأَمَانَةِ وَحُبِّ الخَيْرِ. وَكَانَ مِنْ عَادَةِ جُحَا أَنْ يَضَعَ كُلَّ مَالِهِ فِي خِزَانَةٍ كَبِيرَةٍ بِالدَّارِ، وَفِي لَيْلَةٍ مِنَ الليالي، وَلَكِنَّهُ اسْتَعَاذَ بِالله، نَفَذَتِ الزَّوْجَة الخُطَةِ، الكُلُّ يَعْرِفُ ذَلِكَ. زَادَتْ حِدَةُ الزَّوْجَةِ، وَأَخَذَتْ تَصْرُخُ وَتَقُولُ: ((دَعْكَ مِنَ هَذَا النِّفَاقِ يَا جُحَا. أَنْتَ تُنْفِقُ فِي أَوْجُهِ الخَيْرِ لِكَي يُقَالَ إِنَّكَ رَجُلٌ تَقِيَّ، لأَننِي مُتَأَكِدَةٌ أَنَّ هُنَاكَ سِراً خَطِيرًا وَرَاءَ هَذِهِ * عِنْدَمَا سَمِعَ اللُّصُوصُ ذَلِكَ نَظَرَ بَعْضُهُم إِلَى بَعْضٍ مُنْدَهِينَ وَزَادَ شَوْقُهُمْ لِمَعْرِفَةِ ذلِكَ السَّرِ، فَقَدْ بَدَأوا هُمْ أَيْضاً يَشُكُونَ فِي أَنَّ ثَرْوَةَ جُحَا وَرَاءَهَا سِرٌ خَطِيرٌ، رَغْمَ أَنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا عَنْ جُحَا شَيْئاً يُسِيء إِلَى سُمْعَتِهِ، وَتَلُومُه عَلَى إِخْفَاءِ السِّرِ عَنْهَا، وَأُقْسِمُ إِن لَم تَقُل لِي الحَقِيقَةَ فَإِنِّي فَأَخَذَ يُهَدِئُ زَوْجَتَهُ، وَيَعِدُهَا بَأَنْ يَبُوحَ لَهَا بَسِرِّهِ، مَسَحَتْ الزَّوْجَةُ دُمُوعَهَا، ذلك !! وَكُنْتُ قَدْ تَعَلمْتُ مِنْ أَحَدِ السَّحَرَةِ الهُنُودِ سِحْراً خَطِيراً، وَكَادُوا يَطِيرُونَ مِنَ الفَرَحِ عِنْدَمَا وَجَدُوا الزَّوْجَة تَلِحُ فِي مَعْرِفَةِ هَذَا السِّحْرِ، وَاقْتَرَبَ مِنْهَا جُحَا، شُولم))، فَأَسْرِقُ مَا أُرِيدُ، )، ثُمَ حَضَنَ شُعَاعَ الضَّوْءِ، فَسَقَطَ عَلَى الأَرْضِ مِثْلَ حَجَرٌ، وَثَبَ جُحَا عَلَى اللَّصِ بِهِرَاوَتِه، وَأَخَذَتِ الزَّوْجَةُ تَصْرُخُ، وَتَأْتِي وَتَرُوحُ مُحْدِثَةً ضَجَّة كَبِيرَة، وَكَأَنَ هَؤُلَاءِ الرِّجَالِ قَدْ اسْتَيْقَظُوا، بَعْدَ أَنْ ضَرَبَ جُحَا كَبِيرَ اللُّصُوصِ ضَرْباً مُبَرحاً، فَسارُوا جَمِيعاً وَرَاءَ جُحَا حَتَّى وَصَلُّوا إِلَى القَاضِي. وَعَمَّتِ الأَفْرَاحُ المَدِينَةِ.