بعد تحليل المضمون من أدوات البحث العلمي المستخدمة لجمع البيانات الذي یعنى بالتصور الدقيق للعلاقات المتبادلة بين المجتمع والاتجاهات والميول والرغبات والتصور، وعن طريق استخدام تحليل المضمون يمكن للباحث أن يقوم بتحليل الرسائل الإعلامية لاختبار خصائص الرسالة أو النص على شرط أن تقوم عملية التحليل بصفة منتظمة وعلى وفق أسس منهجية ومعايير موضوعية للوقوف على مضمون المواد الإعلامية وتناولها بالشرح والتفسير الملائم ويقوم تحليل المضمون على فهم منظم ودقيق المحتوومضمون النصوص المكتوبة أو المسموعة أو المرئية عبر تحديد موضوعات الدراسة وهدفها وتعريف مجتمع الدراسة التي سيتم اختيار الحالات الخاصة منه لدراسة مضمونها وتحليله ويشترط في تحليل المضمون عدم تحيز الباحث عند اختيار عينة النصوص أو المسموعات أو المرئيات المراد دراستها وتحليل مضمونها، ويعد تحليل المضمون (المحتوى) أكثر التصميمات المنهجية شيوعاً للاستخدام في بحوث الإعلام بصفة عامة وبحوث الصحافة بصفة خاصة. ويمكن التعبير عن تحليل المضمون كأداة لجمع البيانات بأربع كلمات هي: (موضوعي، وهذه الكلمات هي التي تميز بين تحليل المضمون العلمي وبين ذلك التحليل العادي الذي تجريه جميعا كل يوم عند قراءة الصحف والمجلات أو عند الاستماع إلى أحاديث أصدقائنا، بحيث يستطيع أي شخص آخر أن يحلل المضمون نفسه مستخدما هذه الفئات، وان يصل إلى النتيجة نفسها، وتعني كلمة منتظم (Systematic): أن اختيار المضمون موضع التحليل يجب أن يتم على أساس خطة مسبقة الاعداد، لا يشوبها أي تحيز أي لا يصح أن يحلل الباحث عناصر المضمون من عملية جمع البيانات المعرضة للتحيز بهدف اثبات نقطة معينة. فهناك اتفاق عام على سهولة تحديد ما هو خطأ وما هو صواب في اللغة الرياضية الدقيقة. وتعني كلمة ظاهر (Manifest): أن تحليل الدلالة الذي يشمله تحليل المضمون يتميز بالبساطة، أي أنه يقوم على قراءة (السطور)، وليس على قراءة ما بين السطور). وينبغي توضيح نقطة مهمة قد يغفل عنها بعض الباحثين وهي أن تحليل المضمون ليس منهجاً قائماً بذاته، وانما هو مجرد أداة يستخدمها الباحث ضمن أدوات أخرى في إطار منهج متكامل هو منهج المسح في الدراسات الاعلامية، حيث يسعى الباحث إما الى مسح جمهور القراء أو المستمعين أو المشاهدين، أو مسح الرأي العام أو مسح الوسائل الاعلامية، أو مسح المضمون ليصف المحتوى الظاهر والمضمون الصريح للرسالة الاتصالية المراد تحليلها شكلاً ومضموناً باستخدام بيانات يعرف عن طريقها سلوك القائم بالاتصال وخلفيته الفكرية والثقافية والسياسية والعقائدية ومعرفة أهدافه وفق مراحل تحليلية منظمة قائمة على أسس منهجية وموضوعية اعتماداً على الأسلوب الكمي بشكل خاص. ويقوم تحليل المضمون على فهم منظم ودقيق المحتوى ومضمون النصوص المكتوبة أو المسموعة أو المرئية عبر تحديد موضوعات الدراسة وهدفها وتعريف مجتمع الدراسة التي سيتم اختيار الحالات الخاصة منه لدراسة مضمونها وتحليله ويشترط في مثل هذا الأسلوب عدم تحيز الباحث عند اختيار عينة النصوص أو المسموعات أو المرئيات المراد دراستها وتحليل مضمونها ، ويستخدم تحليل المضمون كأداة من أدوات البحث في معرفة مضمون وسائل الإعلام لتحديد الأهمية التي تحظى بها الموضوعات المختلفة من خلال تغطية وسائل الإعلام، ثم قياس مدى الارتباط بين أجندة وسائل الإعلام وأجندة الجمهور وتعد عملية تحليل المضمون في قياسات الرأي العام تحليلاً غير مباشر، يستخدم بصفة عامة في الإعلام الخارجي، إذ إن الدولة تتجه إلى الرأي العام الأجنبي المجرد الإخبار، لأنه لا يعنيها أن يعلم الرأي العام الأجنبي بوجهة نظرها أو ما يحدث في داخل أرضها بل بالعكس أنها تتجه إلى الرأي الأجنبي بقصد إحداث أثر نفسي معين فيه إعجاباً كان أو خلق أداة من أدوات التقارب، لذا فأن قياس الرأي العام الخارجي ينبع من فكرة التحليل غير المباشر. وتعني أن الفئات المستخدمة لتحليل المضمون يجب أن تكون بالغة التحديد بحيث يستطيع أي شخص آخر أن يحلل المضمون نفسه مستخدما هذه الفئات وأن يصل إلى النتيجة نفسها، كاستبعاد التصورات والمعتقدات الذاتية كافة. حتى تمثل قيمة كبيرة في تقدم العلم والمعرفة التي لا يحققها الاكتفاء بوصف المضمون فقط دون تفسيرها عن طريق علاقة المضمون بمتغيرات أخرى في العملية الإعلامية مثل سمات المصدر. يعد هذا المحدد من أبرز سمات تحليل المضمون حيث يلجأ الباحث عن طريق الأساليب والطرق الإحصائية إلى تبويب، 5 وصف المضمون الظاهر والاستدلال على المعاني The Manifest - Latent Issue : يتميز تحليل الدلالة بالبساطة التي يشملها تحليل المضمون، وليس على قراءة ما بين السطور. الاستخدامات الأساسية لتحليل المضمون تطورت استخدامات تحليل المضمون من مجرد استخدام تحليل مضمون المواد الدعائية أثناء الحرب العالمية الثانية إلى مرحلة وصف مضمون الاعلام، ونماذجها الأساسية التي لا تكتفي بالوصف في كثير من الأحوال، وتتعداه إلى اختبار العلاقات السببية. وهناك اتجاهان أساسيان بالنسبة لاستخدامات تحليل المضمون وهما : 1. الاستخدامات الوظيفية لتحليل المضمون ت-مقارنة مضمون رسائل وسائل الاتصال بالعالم الحقيقي (مثل تحليل الصورة النمطية). ت -رصد اتجاهات التغطية لوسائل الإعلام لتقييم صورة جماعة معينة في المجتمع (دراسة كم، ونوعية التغطية الإعلامية لكل الفئات والجماعات في المجتمع). وعلاقته باحتياجات الجمهور وكذلك اختبار وتطوير النظريات العلمية. 2 استخدامات تحليل المضمون حسب مستوى التحليل ب -الاستدلال عن الخصائص، والسمات المميزة للقائم بالاتصال في العملية الإعلامية. ت -الاستدلال باستخدام تحليل المضمون عن المؤشرات المساعدة أو الدالة على حدوث الأثر. لذلك يبدأ بتجزئة المضمون إلى وحدات أو عناصر أساسية يسهل عدها وإحصائها، وهناك خمس وحدات أساسية في تحليل المضمون حسب تقسيم بيرلسون هي : مثل العلمانية الحرية الإرهاب السلام النازية الدكتاتور الفاشية وقد سهلت برامج الحاسوب في الوقت الحاضر سهولة إحصاء تكرار الكلمة في نصوص المواد المراد تحليل مضمونها . 2 وحدة الموضوع أو الفكرة وتعتبر إحدى الدعامات الأساسية في تحليل المواد الإعلامية والدعائية والاتجاهات والقيم والمعتقدات وإن هذه الوحدة يتم اختيارها وبناؤها بدقة، ومن تقسيم الجملة إلى عناصرها الأولية يمكن إخضاعها للعد والقياس بما يتفق مع اتجاه الفكرة أم لا، ومن أمثلة وحدة الموضوع أو الفكرة، الأم، رئيس العمل المرأة، ويأتي ترسخ الصورة الذهنية عن الشخصيات المؤثرة أو التاريخية أو الخيالية في أذهان القراء أو المشاهدين من خلال تكرار عرض السمات المميزة لهذه الشخصيات فيما تنشره أو تبته وسائل الإعلام من مضامين عامة أو أعمال أدبية أو فنية. والتفسير للشخصيات من خلال تحليل مضمون الخطب أو الأحاديث أو المواد الإعلامية أو الأعمال الفنية أو الأدبية، وحدة مفردة النشر ويقصد بها الوحدة الإعلامية المتكاملة التي يستخدمها المصدر في نقل المعاني والأفكار إلى جمهور القراء أو المستمعين أو المشاهدين من خلال وسائل النشر والإعلام المختلفة ليقدم من خلالها هذه المادة موضع التحليل التي تختلف باختلاف الوسيلة الإعلامية. وغيرها من الأشكال والقوالب الفنية التي تستخدمها وسائل الاعلام في تقديم المضمون إلى جمهور القراء والمستمعين والمشاهدين عسكرية محلية دولية، ثقافية تربوية. تراجيدية،