ولم يتجاوز بناء المغرب العربي إطار المشروع النظري بسبب الصراع التنافسي الذي دب بين حكوماته المختلفة على زعامته واستمرار النزاعات الحدودية الموروثة عن الاستعمار بين مختلف البلدان المغاربة. ونذكر الصراع المسلح بين الغرب والجزائر في أكتوبر 1963 والذي عكس لنا بروز المظاهر والثغرات الإقليمية التي أصحبت سائدة في عقول وممارسات النخب الحاكمة والتي قضت على أي تفكير جدي في بناء المغرب العربي الكبير إضافة إلى هذه المشكلة فقد سلمت أيضا اتفاقية "مدريد" عام 1975 بتقسيم منطقة الصحراء الغربية لكل من المغرب وموريتانيا، وقد اعتبرت الصحراء الغربية هذا الاحتلال غير شرعي، وبهذا تم الإعلان على الكفاح المسلح الصحراوي. وقد عارضت الجزائر وجود المغرب في المنطقة والذي كان سببا في تدهور مساعي التكامل بين أقطار المغرب العربي، ووضع حدا للعلاقات الجزائرية والمغربية بسبب تأزم الوضع في الصحراء الغربية، في 1987 تصالح كل من الجزائر والمغرب ما يعتبر خطوة إيجابية لتشكيل الاتحاد المغاربي، وبالفعل تأسس هذا الأخير بعد سنتين أي في 1989 لكن هذا لم يدم طويلا فلقد ظهرت قضية "لوكربي" التي كانت بين ليبيا وبعض الدول الغربية،