ظلت قضية الاحتجاج بالحديث النبوي الشريف حتى قبيل نهاية القرن السابع عند متقدمي النحاة أمرا أشبه بالمسكوت عنه ، فقلة استشهادهم به ظاهرة ، ولم يرد عن واحد من النحويين الأوائل نص على رفض الاحتجاج به ، ولا ورد عنهم أي مسوغ لهذا الإقلال في الاحتجاج به ، فهذا سيبويه ( ت ١٨٠ هـ ) وهو أول نحوي وصل إلينا كتابه ؛ وإن كان لم يسند أيا منها إلى النبي ﷺ ، " وإنما كان يدرجها إدراجاً ضمن المادة اللغوية التي يحتج بها من منثور كلام العرب . يدل على ذلك ما ألفه في غريب الحديث ، يمكن القول إن الاحتجاج بالحديث في كتب النحويين المتقدمين وإن قل في ظاهره ؛ فلم يخل واحد من المصنفات النحوية عن ذكر الحديث الشريف وعلى هذا فلا يمكن أن يوصف موقفهم بأنه عزوف أو رفض . إلا أن موقف النحويين المتمثل بقلة الاحتجاج بالحديث ؛ هو ما دفع عدد من الباحثين إلى التساؤل ومحاولة تلمس تفسيرات لهذا الموقف .