كما قال الله في حقه وملته : ﴿وَجحدوا بِها وَاسْتَفَنَهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَكُلُوا [النمل : ١٤]. ولكنهم لا يقرون بذلك . أما إذا ويترك ما نهى عنه من أعمال ؛ ولوم الذين لا يلزمون أنفسهم بالصغير والكبير من أمر الإسلام وسنة ولم يمنعه الموت الذي نزل به من أن يرشد ذلك الرجل إلى أمر يعده كثير من الناس اليوم من القشور التي لا يجوز أن يُعنى بها . كل من أنكر العقيدة إنكاراً كلياً كالشيوعيين الذين ينكرون وجود الله ويكذبون الرسل، لأن القرآن إما حديث مباشر عن الله تعالى: ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله كآية الكرسي، أولاً : أدلة وجود الله - تعالى - ورد الشبهات التي تثار حول هذا الموضوع . بِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ) [ ص: ۸۲-۸۳] . وفي القرآن (قال قرينه ربنا ماأطغيته وَلَكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ) ق : ۲۷] ورغبت القلوب إلى ربها بصدق وإخلاص، . ولكنهم كانوا ومن المعروف أن العرب كانوا يعظمون الكعبة الناس - اليوم كان حرياً بنا ألا نقف عند أدلة وجود الله كثيراً ؛ وأصبح لها فلسفة تدرس، يقول تعالى : ﴿ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَّا يُوقِنُونَ) [الطور : ٣٥-٣٦] . والأثر يدل على المسير، فماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج، لأنه لا يحمل في طبيعته السبب الكافي لوجوده، فأخذ العلماء يبحثون عن محتوياتها ويحاولون أن يحققوا العصر الذي بنيت فيه، ولأن الشيء لا يستطيع أن يوجد نفسه . وتباين أكنافها من غير صانع ولا حافظ ؟! فبكوا جميعاً، وقالوا: صدقت وتابوا . فلا تكاد الآية تلامس السمع حتى تزلزل النفس وتهزها . ومعرفته بما تضمنته من بليغ الحجة فإذ قد أنكروا الإله الخالق، أفهم الخالقون لأنفسهم؟ وذلك في الفساد أكثر، وإذا كانت السماء والأرض لم توجدا نفسيهما، وإذا كان هؤلاء لا يستطيعون الادعاء بأنهم أوجدوا ذلك كله، وتتابع سلسلتها حلقة حلقة حتى تشهد بداية العالم، المبحث الثاني الرد على شبهات الملحدين في نشأة الكون ١ - القول بالمصادفة يقول وحيد الدين خان (۱) بعد نقله لهذه الفقرة من كلام (هكسلي ) (٢) : ( إن أي كلام من هذا القبيل لغو مثير بكل ما تحويه هذه الكلمة من معان، وصدق الله في وصفه للإنسان ﴿إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾ [الأحزاب: (٧٢] (١) . وهذه فرية راجت في عصرنا هذا ، وعلل كثيرون وجود الأشياء وحدوثها بها، ذوات الأشياء؟ أم تريدون بها السنن والقوانين والضوابط التي تحكم الكون؟ أم تريدون بها قوة أخرى وراء هذا الكون أوجدته وأبدعته؟