أوصت أعرابية ابنتها ليلة زفافها بوصايا قيمة قالت فيها:  " أي بنية إن الوصية لو تركت لفضل أدب تركت لذلك منك ولكنها تذكرة للغافل ومعونة للعاقل ولو أن امرأة استغنت عن الزوج لغنى أبويها وشدة حاجتهما إليها كنت أغنى الناس عنه ولكن النساء للرجال خلقن ولهن خلق الرجال. " أي بنية إنك فارقت الجو الذي منه خرجت وخلفت العش الذي فيه درجت إلى وكر لن تعرفيه وقرين لم تألفيه؛ فكوني له أمَة يكن لك عبداً واحفظي له خصالا عشرا يكن لك ذخرا. والثالثة والرابعة: التفقد لمواقع عينه، والتعهد لمواضع أنفه؛ والخامسة والسادسة: الحفظ لماله، وأصل الارعاء في العيال حسن التدبير. فإنك إن أفشيت سره لم تأمني غدره، ثم بعد ذلك إياك والفرح بين يديه إن كان مهتما والكآبة بين يديه إن كان فرحا "، فإن الأولى من التقصير والثانية من التكدير. وأشد ما تكونين له إعظاما أشد ما يكون لك إكراما.