تحديد موضوع النص وسياقه النظري الإشكالي العام ك الربط بالمجزوءة والمفاهيم المكونة لها من النص) والنص الماثل بين أيدينا يدخل ضمن السياق الإشكالي العام للمجزوءة التي تتناول الوضع البشري باعتباره بنية مركبة تتميز بالتعقيد والتشابك والتداخل بين ما هو ذاتي، وقيمة الشخص ( إبراز الإشكال المضمر في النص والمفارقات التي يتأسس عليها ) كانت محط جدل كبير بين الفلاسفة إذ اختلفوا في الإجابة عن سؤال من أين يستمد الشخص قيمته ؟ وهذا الاختلاف هو الذي دفع بصاحب النص إلى أن يدلي بدلوه في هذا النقاش الفلسفي وذلك من خلال أطروحة ( الإشارة إلى أطروحة النص ) حاول من خلالها التأكيد على أن قيمة الشخص تكمن في ذاته وتستمد من التزام الشخص بمبدأ عقلي أخلاقي عملي . استخدم صاحب النص مجموعة من الآليات والأساليب الحجاجية ( هنا نذكر الأساليب الحجاجية + مفاهيم النص وإن ربطناهما معا فسيكون الأمر أفضل )استهلها باستعمال ” المقارنة ” ما بين قيمة الإنسان و قيمة باقي الكائنات ، كما استعمل أيضا أسلوب ” التوكيد ” وذلك للتأكيد على أن ما يمنح للشخص قيمة هو كونه ذات عاقلة وأخلاقية وهو ما يوضحه قوله : ” بل يجب عليه دائما أن يحافظ على الوعي بالخاصية السامية لتكوينه الأخلاقي الذي يدخل ضمن مفهوم الفضيلة ” ليختم النص بـ ” استنتاج ” تجلى في قوله :” وهكذا تكون الإنسانية التي تجثم في شخصه موضوع احترام يمكنه أن يلزم به كل الآخرين. ( هنا ضروري من استنتاج جزئي للخروج من التحليل والدخول في المناقشة = إعادة الأطروحة بصيغة أخرى فنقول مثلا وعليه يمكن القول مع صاحب النص أن النظر إلى الشخص كظاهرة طبيعية أو ككائن عاقل لا يمنحه إلا قيمة مبتذلة ، ( تبيان قيمة نص وقوة حججه أو ضعفها ومن يتفق معها ) وتبرز قيمة هذا النص في كونه يدعو إلى ضرورة التعامل مع البشر باعتبارهم ذواتا مفكرة وأخلاقية تستحق أن تعامل باحترام، جعله يسقط في نوع من التخصيص الذي دفع البعض إلى التساؤل حول قيمة كائنات بشرية لا تتوفر على شرط العقل والأخلاق كالمجنون والصبي والجنين ، هذا الأمر هو الذي جعل الفيلسوف الأمريكي طوم ريغان ( الموقف الأول مثلا ) ينتقد التأسيس الكانطي لقيمة الشخص وينتقص منه ، حيث رأى أن البويضة المخصبة حديثا و المرضى الذين دخلوا حالة الغيبوبة الدائمة يظلون بشرا، واحترام الحقوق والواجبات في ظل ديموقراطية تجعل من المواطنين أشخاصا أحرارا يتوفرون على كفاءات أخلاقية وعقلية تمنحهم عضوية كاملة داخل المجتمع، تدفع الأشخاص إلى امتلاك حس للعدالة وتصور معين للخير يساعد على تحقيق العدالة والإنصاف للجميع . ( إعطاء خلاصة مركزة للتحليل والمناقشة ) يتضح من خلال عمليتي التحليل والمناقشة أن محاولة الإجابة عن سؤال العلاقة بين الشخص وقيمته قد أدى إلى اختلاف وتنوع في آراء الفلاسفة فمنهم من رأى أن قيمة الشخص تكمن في ذاته وتستمد من التزام الشخص بمبدأ عقلي أخلاقي عملي ( كانط ) ، وهذه القيمة تزداد بالانفتاح على الغير وتضامنه معه والتزامه بالأخلاق ومشاركته في تحقيق الأهداف المشتركة حتى يحافظ على حقوقه وسماته التي تميزه عن باقي الكائنات الحية.