بداية أنا سرني حقيقة ما رأيت هذا المساء سواءً أداء عرض الاثنينية وهذا الصوت الجميل وهذه الحركات المتناسقة باسم الوطن, سرني حقيقة لما بدأنا نتداول أسماء بكل بساطة وبكل أريحية. أقول: سرني لما سمعت الأسماء قبل قليل كأنني أشاهد خارطة المملكة من شمالها إلى جنوبها إلى وسطها إلى شرقها, وهذا التنوع وهذا الاجتماع المبارك في حي القدير وفي هذا المكان المبارك في بيت الأستاذ الشيخ حمود الذييب وأسرته المباركة. هذا الاجتماع في هذا المساء في مساء الوطن والاحتفال بالوطن بهذا الأسلوب الحضاري الرائع الراقي يبرهن بأننا نحن في الطريق الصحيح ونحن في الطريق السليم, فكون الشيخ حمود الذييب يخصص هذه الليلة من هذه الندوة المباركة ومن هذا الصالون المبارك للاحتفال بالوطن, ثم يختار موضوعًا يتعلق بصناعة المستقبل ودور المملكة تجاه هذا الموضوع. هذه الصالونات الأدبية على امتداد الوطن في مشرقه ومغربه وشماله وجنوبه ووسطه هم أناس يماثلون الشيخ حمود الذييب: فتحوا أبوابهم وفتحوا صدورهم قبل أبوابهم, وسخروا وقتهم وأُسرهم وأولادهم لاستقبال المواطنين واستقبال الجيران واستقبال الأهل واستقبال زوار البلد, هذه مساهمة وطنية جميلة وهذا عمل وطني. إذا كان نحتفل بالوطن في هذه الليلة فأنا أعتبر الشيخ حمود وأمثاله من أصحاب الصالونات هم يحتفلون بالوطن في كل أمسية يفتحون هذا البيت. وسيدي الأمير محمد بن سلمان عن هذه الرؤية, وأفراد الأسرة المالكة وجميع أفراد الشعب السعودي, ما فعله الملك عبد العزيز رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى ومعه أولئك الرجال الذين بذلوا أنفسهم في سبيل توحيد هذه البلاد عظيم. لكن أن ينتقل الحَدِيث عن الوطن في هذه الليلة من الحَدِيث عن الإنجازات والحديث عن الحاضر إلى صناعة المستقبل. دعونا نتكلم حقيقة بشيء بسيط ولن أطيل: المعروف المستقبل إذا تعامل مع الإنسان: الإنسان البسيط, لأن الغد والمستقبل مربوط بالمفاجآت, فهذا أيضًا الإنسان بتطوره استطاع أن يتجاوز الخوف من الغد والخوف من المستقبل إلى السيطرة على هذا المستقبل بقدر ما يستطيع. وسمات المستقبل بشكل عام مَن يعمل فيه يحتاج إلى العقل والخيال. أنت لكي تتحدث عن المستقبل وعن صناعة المستقبل يجب أن يكون لديك عقلًا حيويًا ومدرك, رؤى المستقبل بشكل بسيط أختصرها: قد يكون مستقبلًا مباشرًا من سنة لسنتين, قد يكون متوسطًا إلى عشر سنوات, قد يكون مستقبل بعيد إلى أربعين سنة أو أكثر. المقدم قبل قليل الله يُسلمه كلامه جميل عن عرَّاب الرؤية الأمير محمد بن سلمان: منذ بدأ يتردد في قاموس السعوديين رؤية المملكة عشرين ثلاثين, وقبل أيام في حواره مع القناة الأمريكية كانت رؤية المملكة عشرين أربعين. الغريب من خلال قراءاتي البسيطة قبل أيام: كان في أمريكا قبل خمسين سنة عدد المراكز والهيئات المعنية لدراسة المستقبل ثلاث مائة وستة وثمانين, فلذلك تقاس الحضارات وتقاس البلدان المتحضرة بعدد المراكز التي تُخصصها لدراسة المستقبل, كم تملك من دراسات تدرس المستقبل وتستشرفه تستطيع أن تعرف مكانك بين الأمور. صناعة المستقبل نختصرها أو تعريف بسيط: هي مجموعة من التدابير ومجموعة من الإجراءات كأنك ترسم لوحة للمستقبل كما تريد أنت لأبنائك وأحفادك, لدينا في المملكة منهجًا استخدمه ولي العهد الله يطول عمره, وأنا دائمًا أقول لزملائي الذين يعملون في التربية والتعليم أو الذين يعملون في الإعلام: مجرد أنك تريد أن تأخذ بالإنتاج الوطني اعمل قائمة بكل المبادرات التي طرحها ولي العهد. لما طرح هذا الممر الاقتصادي الذي يربط بين الهند وبين أوروبا عن طريق الشرق الأوسط, كل هذه المبادرات حقيقة هي لغة راقية ولغة متحضرة وأسلوب سياسي وأسلوب حقيقة لقيادة العالم في هذه المبادرات. المبادرات التي تُطرح في المملكة وعلى مستوى المملكة ينتفع بها ليس الوطن فقط, إنما هي مبادرات تفيد العالم أجمع, فلذلك تقاس هذه الدولة المباركة بصناعتها للمستقبل من خلال المبادرات التي طرحتها. أنا أريد أن أشير من ضمن الإشارات: فيه محاضرة ألقاها الملك سلمان بن عبد العزيز وفقه الله وحفظه وأيده قبل عشرين سنة ألقاها بعنوان الرياض والعمران في ذاكرة الأمير سلمان بن عبد العزيز, تصور هذا الملك أيده الله استمر في حكم الرياض أكثر من خمسين عامًا, أصبحت الرياض بالنسبة له ليست مدينة وليست حاضرة يديرها, في هذه المحاضرة أنا سمعتها أكثر من مرة: يتحدث الملك سلمان عن علاقته بالرياض قبل خمسة وعشرين سنة يقول الله يسلمه أثناء حديثه في هذه المحاضرة قبل ربع قرن: أن الرياض كانت بسيطة, أليس هذا نوعًا من صناعة المستقبل؟ هذا الملك العظيم الذي عمل خمسين سنة في مطبخ القرار في عاصمة المملكة الرياض مع القطاع الخاص ومع المجموعة الكبيرة التي تعمل معه لتخطيط مدينة الرياض, ولذلك الآن باعتراف الأمير محمد عرَّاب الرؤية: أن أكبر مدينة في المملكة تحمل بُنية تحتية قوية وقابلة للزيادة هي مدينة الرياض, أيضًا ولي العهد لما أُجري معه الحوار في القناة الأمريكية فوكس موز قبل أيام اختار اليوم, هذا شكل من صناعة المستقبل. والجميع رأى الحوار كيف كان الحوار باللغة الإنجليزية وموجه للمجتمع الأمريكي وموجه للعالم الغربي, لكن كان الحوار كله صناعة للمستقبل, سواءً رؤية الأمير وطموح الأمير وحديثه لا يتحدث عن نفسه كثيرًا هو يتحدث باسم الشعب السعودي, هذا الالتمام هو شكل من أشكال صناعة المستقبل لدى الأمير. أيضًا مقدم الأمسية قبل قليل تكلم عن الكراج, الكراج هو حاضنة من أكبر الحاضنات المشرعة لرواد الأعمال في مجال التقنية, لأن الأمير محمد عندما يتعامل مع وزرائه هو يشيد بالأمير الذي يفعل, هذا الأسلوب هو أيضًا من صناعة المستقبل, لأنك تجعل هؤلاء لديهم ولاءً لهذا البلد. أختم حديثي حقيقة بالتأكيد على موضوع المبادرات التي تطرحها المملكة: هذه المبادرات إذا تأملناها نجدها شكلًا من أشكال صناعة المستقبل, بل نجدها أيضًا أسلوب حضاري في التعامل مع العالم الآخَر. لذلك الأمير محمد بن سلمان ولي العهد عرَّاب الرؤية لما يتحدث عن اليوم وعن غيرها من المشاريع السعودية العملاقة يقول: هي مشروع للحالمين. ويكفي أنه قبل اليوم الوطني بيوم أو يومين حديث عالمي في قناة أمريكية موجهة للداخل الأمريكي, وكان حديث الأمير حديث حاضر وبديهي وقوي وبالأرقام. هذا يعطي ابني وابنك وأحفادنا في المستقبل أن القيادة قيادة هذا الوطن, نحن في نفس الوقت نفتخر بالماضي, ونحاول أن يكون مستقبل مشرق. هي ليلة حقيقة نسعد بالوطن ونسعد بأنفسنا ونسعد بإنجازاتنا, ونسعد أيضًا بجهود المملكة وجهود هذه البلد المبارك في صناعة المستقبل, قبل أن نحضر هذا اليوم أُطلق مشروعًا جبارًا في جنوب المملكة, هذه المشروع الذي أُطلق في جنوب المملكة الذي يعيد هيكلة السياحة الداخلية في الجنوب ليصبح الجنوب فعلًا محط أنظار العالم بمنهجية وبطريقة حضارية مختلفة هي من مبادرات المملكة, هي من أساليب صناعة المستقبل. هل نواتج التعلم القادم في الأعوام القادمة نستطيع أن تكون أعمدة نجاح ولديها من المهارات المبتكرة والمهارات الجديدة لكي تعمل في هذه المشاريع تعمل في اليوم تعمل في غيرها, التحدي الحقيقي أمامنا وأمام المشروع التعليمي: أن تكون نواتج التعلم في الأعوام القادمة هي نواتج قابلة وتكون بناءً لأي شركة عالمية تحضر للرياض أو تحضر للمملكة في أي جزء من الأجزاء المباركة,