بعد الدراسة المنجزة التي أجريناها على بلدية حامة بوزيان والتي كانت بدايتها بالجانب الطبيعي، الذي أثبت قدرات المنطقة ومؤهلاتها الطبيعية العالية بطبيعة الأراضي السهلية والمناخ الملائم والثروة المالية المعتبرة الشيء الذي ساهم في ممارسة النشاط الاقتصادي. إلا أن العمالة في القطاع الفلاحي في التدهور نتيجة عزوف السكان عن الفلاحة وتوجههم نحو القطاعات الأخرى. حيث عرف هذا القطاع في السنوات الأخيرة وحسب الأوضاع السياسية للبلاد انخفاضا كبيرا في اليد العاملة، مما أدى إلى تغيير المنطقة من طابعها الريفي الفلاحي إلى مجال شبه حضري وذلك نتيجة العوامل التالية: 1. بلدية حامة بوزيان ذات طابع فلاحي بامتياز يتحكم فيه الإمكانيات الطبيعية التي تزخر بها المنطقة من مناخ وتربة خصبة صالحة للزراعة تجعل الاراضي خصبة وذات جودة عالية في عملية الإنتاج الزراعي اد كانت الممون الأول والرئيسي لأسواق مدينة قسنطينة بمختلف الخضروات والفواكه التي امتازت بالنوعية الرفيعة والإنتاج الوفير. وعرفت الحامة بوزيان كحوض زراعي خصب دو انتاج وفير ومردودية عالية وتنوع في المحاصيل الزراعية خاصة اثناء الفترة الاستعمارية، يعني انها كانت تكمل المدينة (تكامل بين المدينة والريف). 2. أن البلدية تحتل أصغر مساحة في ولاية قسنطينة إلا أنها تأتي في المرتبة الثالثة من حيث عدد السكان بعد بلديتي قسنطينة والخروب على التوالي، حيث بلغ عدد سكانها 74024نسمة حسب احصاءات سنة 2008ليصل الى 117096نسمة حسب تقديرات سنة 2020 وهو ما ساهم في إحداث عدة تغييرات على المجال الذي تلعبه المدينة بالإضافة إلى قربها من مدينة قسنطينة ومساهمة سكانها في زيادة صافي الهجرة نحو بلدية حامة بوزيان الذي يساوي 1. 11 % حيث اصبحت تنافس البلديات الأخرى. 3. ساهم التطور الملحوظ في عدد السكان والتغيرات الاقتصادية الجديدة التي طرأت في البلدية الى تطور في نشاط العديد من القطاعات الاقتصادية، حيث شهدت البلدية تراجعا في عدد العاملين في قطاع الفلاحة بنسبة 26% بالمقابل ازداد عددهم في قطاع الصناعة بنسبة 29% والخدمات والتجارة بنسبة 45%. 4. في الفترة الأخيرة عرفت بلدية الحامة بوزيان زيادة سكانية معتبرة وتوسع على حساب الأراضي الزراعية بالمنطقة، وكدا ظهور وحدات صناعية بالمنطقة والتي اخدت بدورها قسطا من الأراضي، مما أثر على التركيبة الاجتماعية، وهدا ما يتوافق مع استقطاب عدد هائل من السكان الوافدين من مدينة قسنطينة منهم الاطارات والعمال المؤهلين، وهذه الفئة تشكل الاداة المؤثرة على تحول المجال منعكسة بذلك على انماطهم السكنية وطريقة عيشهم. 5. النسيج العمراني في بلدية حامة بوزيان يطغى عليه النمط الفوضوي من جهة وتبعثر من جهة أخرى حيث أن التجمعات السكنية منتشرة على كامل تراب البلدية وعددها 30 تجمعا تبعد بمسافات متفاوتة عن المركز، تتراوح ما بين (2-15 كلم). 6. نتيجة التطور الدي شهدته الحامة بوزيان في الفترات الأخيرة، ظهرت تجمعات ثانوية تنافس التجمع الرئيسي واستقلت عن المركز وخففت الضغوط عليه مثل: قايدي عبد الله وبكيرة والمحطة التي تعد تجمع ثانوي حديث أدرج خلال الاحصاء الجديد.