أن هناك ثمة فروق جوهرية لا يمكن تجاهلها بين النظرة المالية الصية المجردة للمسنين ، وبين نظرة أهل الإسلام المتبصرة لهذه المرطة . فيقول الإمام الغزالي - رحمه الله - في : " باب الفكر من كتابه المترد إحياء علوم الدين ، شارحاً لباب طول الأمل وعلاجه : طول الأمل له س يان ، أحدهما : الجهل ، والآخر : حب الدنيا لما حب الدنيا : فهو أنه إذا انس بها وشهواتها ولذاتها وعشقها تظل على قيه مفارقتها فامتع قلبه من الفكر في الموت الذي هو سبب مفارقتها . . فلن خطر له في بعض الأحول لمر الموت والحاجة إلى الإستعداد اله وقال : الأيام بين يديك إلى أن تكبر ثم توب ، وإذا كبر فيقول : إلى أن تصير شيخاً . فإذا صار شيخاً قال : إلى أن تفرغ من بناء هذه الدار . . لي أن تختطفه المنية في وقت لا يحتسبه ، فتطول عند ذلك صرنه . . وأما الجهل فهو أن الإنسان قد يعول على شبابه فيستبعد قرب لموت مع الشباب . . ولو تفكر هذا الغاق وعلم أن الموت ليس له وقت مخصوص من شباب وشيب وكهولة ومن ليل ونهار لعظم المستعاره واشتغل بالاستعداد له ، وان البحث في الباب المرض والتداوي لا ينافي مبدأ التوكل لقوله ماانزل الله داء إلا والزل له شفاء ، ولكن فمهما لرت العلوم الطبية لم تبلغ بالإنسان لوضع واكتشاف دواء للهرم ، ولن يصل لصحاب نظريات تقر الشيخوخة ، مهما أعبوا أنفسهم بتطوير مناهجهم لاحتواء مشكلاتها بالكامل . جاء الأعرب إلى رسول الله * فقالوا : يا رسول الله انتداوى ؟ فقال : تداووا فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له دواء ، غير داء والد : لهرم ، وليست العبرة في الوقوف على الأسباب الحقيقية للهرم ، بل هي في العمل لما بعد الموت والتعمير لدار البقاء قبل التعمير لدار لرحيل والفناء .