لغتنا الجميلة سيدة لغات الأرض، ولعلنا بمكانتها تلك لا يمكننا غض الطرف عن كونها لغةً تواجه اليوم عديد العقبات والعوائق التي تحول دون صيرورتها ومن بينها، فضلاً عن التواصل اللغوي الذي يعوزه تفسيرٌ في استخدام الفصحى والعامية، إلّا أن تُرى. هل نالت العامية من الفصحى وحلت محلها، وإذا ما جئنا إلى الواقع نجد أن هناك مجموعة لغات ولهجات تنافسها المكانة، فمن خلال اللهجات نجد أن أبناء الدول العربية يتكلمون بلهجاتهم في بلدانهم، وأحياناً تكون لهجات قرى ومناطق صغيرة، وإذا جئنا إلى اللغات سنجد أن كل قومية من القوميات المختلفة تتحدث بلغاتها ولهجاتها في هذه اللغات، أما أبناء الإمارات فعلاوةً على ذلك فإنهم يتكلمون ويتحدثون بلهجة محلية بتنوع مفرداتها في كل إمارة وأخرى، ولم يبقَ للغة العربية إلا المراسلات الرسمية وخطب الجمعة مع التحفظ على ما يدور فيها من لحن، ويجمع كل هذه لغة «وسيط» هي الإنجليزية، إذاً الواقع يقول إن الفصحى بعيدة عن الاستعمال. يقول البدور: رغم ما ذكرناه سالفاً، وعلاوةً على ذلك ما يؤكده النصّ القرآني منذ نزوله وسيبقى ما بقيت الحياة، إذاً لا خطر على لغتنا الجميلة وستبقى ما بقي الدهر. كما يقول البدور، فقفز الرجل وألقى بنفسه من علٍ، ومعناها عند الموفد اقفز. توازن مفقود وحول التوازن المفقود بين الفصحى والعامية، فإذا دخل المدرسة كان ذلك المخزون اللغوي مساعداً له لما يلقى عليه من دروس بالفصحى، أما الآن وقد غاب نظام الكتاتيب ومنع الحفظ في المنهاج الدراسي أصبح الطالب فقيراً في المفردات فلا يستطيع التعبير لأنه لا يستطيع قراءة الكلمات، غير أن التطبيق بعيد عن الواقع، لأنه حتى الآن لا يوجد ذلك الالتزام من الشارع، لغة بيضاء ويقول الكاتب والإعلامي علي عبيد الهاملي: نستطيع أن نقول إن مجتمعاتنا العربية، تحرص على استخدام الفصحى سبيلاً للتواصل عندما يكون مجال التواصل هو المكاتبات والمراسلات والمخاطبات الرسمية، فالمقالات والتحقيقات الصحفية ونشرات الأخبار وبعض البرامج الإذاعية والتلفزيونية جميعها تكتب وتبث وتعرض باللغة العربية الفصحى. يُطلق عليها عادةً «اللغة البيضاء» في الحوارات، خاصة تلك التي تتعلق بالثقافة والسياسة وما شابهها. ويبقى أن الناس يستخدمون اللهجات العامية في حواراتهم اليومية ومعاملاتهم، و«العجعجة»، جذر واحد وفسر الهاملي التوازن المفقود بين الاهتمام بالفصحى والعامية، لأن كليهما من جذر واحد، ولكن نستطيع أن نقول إن للفصحى مجالاتها التي تستخدم فيها، وللعامية مجالاتها التي تستخدم فيها. والعامية وسيلة التواصل اليومي والتخاطب والمعاملات. وتابع: الخطر على الفصحى لا يأتي من العامية، وإنما من اللغات الأخرى التي تشكل تهديداً للغة العربية إذا ما تم استخدامها للتعلم أو التعامل الرسمي أو التواصل بين أفراد المجتمع. الفصحى والعامية تكملان بعضهما بعضاً، وقوة إحداهما مستمدة من قوة الأخرى، والتوازن بينهما يحدث بشكل تلقائي تبعاً للموقف والمجال الذي يتم فيه استخدام اللغة. وربما تكون هي الوحيدة التي أصدرت ميثاقاً للغة العربية، رعاه الله، عام 2012، تضمن حزمة مبادرات قيمة وعملية بهدف تعزيز حضور اللغة العربية في المجالات الحياتية كافّة،