لعبت عوامل مختلفة في دفع العالم العربي إلى دخول عصر العولمة من دون استعدادات آافية ومن دون أجندة جماعية أو وطنية للتعامل مع التحديات والمخاطر الجديدة. ولهذا جاءت عولمة العالم العربي من الخارج، على شكل ضغوط متزايدة قلصت إلى حد آبير من هامش الاستقلالية والمبادرة العربية الإقليمية، الكتلة العربية وتفاقم أزمة النظم السياسية وانفلاش المجتمعات وتذرر بنياتها. ففي مقابل هذه التحديات الكثيرة التي تمس جميع الدول الوطنية، والمجتمعات، خارج إطار الدولة الوطنية وبمعزل عنها. المطروحة. فالعولمة التي تضعف اللحمة والروح الوطنية في جميع بلدان العالم هي نفسها التي تفتح الباب أمام نشوء مجتمع مدني عالمي يحمل في صلبه بذور تنظيم جمعي يتجاوز الاختلافات الوطنية والإتنية ويشكل مصدرا عميقا لتضامنات إنسانية عبر الحدود لا تزال في مهدها. ومن خضوعه لأنظمة سياسية عملت على تكريس هذه العزلة، والجماعات، المعايير المتبعة فيه. لكن الانفتاح الذي يحصل الآن بعد عقود من العزلة، ومن دون رؤية بعيدة وسيطرة اجتماعية، حتى النظم الاجتماعية. وهو يقود بالضرورة نحو حالة من الفوضى العامة التي تفتقر فيها الدول والمجتمعات والأفراد معا إلى قواعد واضحة وثابتة ومقبولة لتنظيم شؤونهم العامة واليومية. السياسي في العديد من البلدان، هو التعبير عن هذا التفكك فرص واضحة لإعادة