هناك تأثير كبير على الأطفال في ظل الظروف المتعلقة بالحجر الصحي على مستوى الجانب النفسي الحركي، فالطفل لابد له ان يخرج كل ما يزعجه ويخلق له انفعالات سلبية داخلية لكي يشعر بالارتياح النفسي الوجداني من اجل التعبير عن ذاته، وهنا تأتي نظرية التعلق التي تلعب دورا أساسيا في تعلقه وارتباطه الشديد بأبويه، لذلك يجب على الابوين ان يكزنا قريبان من ابنهما وان يكونا حريصان على ملاحظتهما للسلوكيات والحركات الأكثر دلالة.وسط كلل هذه الظروف فالطفل يعيش تحت مجموعة من الارهاصات والضغوطات النفسية لذلك هنا يمكن دور التدخل الوالدين اللذين بجب ان يكونا حريصين كل الحرص على الحركات والانفعالات الصغيرة والكبيرة التي يصدرها الطفل لكيلا تتراكم تلك السلوكيات وتنتج عنها اضطرابات كالقلق والخوف.وبالتالي إذا كان الطفل في حالة اهمال ولامبالاة وعدم اهتمام من طرف البيئة الاسرية، فقد تكون تلك السلوكيات جد مؤثرة مع مرور الأيام مما يترتب عن كل تلك التراكمات مجموعة من السلوكياتالتخريبية والعدوانيةفكل هذه العوامل والاعراض يمكن ان تتحول الى قلق الانفصال تجاه الابوين والذي تصاحبه مؤثرات سلبية كفقدان الشهية وعدم القدرة على النوم وكوابيس في الاحلام مما تنعكس سلبا على الجانب الوجداني لدى الطفل خاصة انه يعيش في ظروف خاصة وسط محيط لا يجد فيعا المتنفس الشائع للحركة واللعب وبالتالي عدم القدرة على التعبير عن مشاعره وانفعالاته.وهنا تأتي دور الأنشطة النفسية الحركية التي تلعب دورا هاما في يقظة الطفل لاسيما انها ترتكز على المرونة الدهنية التي تشتغل على الوظائف الذهنية للدماغ بشكل سلس في التعامل والتفاعل مع الأشياء كما انها تساعد على تطوير مجموعة من العمليات الأخرى عن طريق المران والتدريب الذي جاءت به المدرسة السلوكية لعلم النفس.فالتربية النفسية الحركية تعتمد كذلك على نظام المكافئة وهو نظام يتكرر عند الطفل بشكل تلقائي يتسم بالسعادة لديه ونظام الانتباه الذي يفرزه هرمون الادرنالين وبالتالي يجب الربط بين الاثنين بشكل ماز من اجل تحقيق التوافق النفسي الوجداني وهذا ما أشار اليه علم النفس في تطرقه الى دور اللعب في تطوير مهارات الطفل. كما يدخل الملل في احدى العراقيل التي يشغر بها الطفل في ظروف الحجر الصحي وبالتالي يجب اخذ مجموعة من الأنشطة التي تدخل في التربية النفسية الحركية كوسيلة لمحاربة الملل وذلك من خلال تجربة الحرمان الحسي وهي التخفيض والازالة المعتمدة للمنبه الذي يزيد من التركيز والتحفيز حول تلك الأنشطة حين يأتي دورها ، وبالتالي فالدماغ عادة ما يشتغل بشكل تلقائي دون توقف لذلك يجب إعطاء أنشطة للطفل ذات معنى فعال تنمي ادراكاته ومهاراته الحسية الحركية وبالتالي فمحاربة ذلك الملل يتأتى في تقديم أنشطة تحارب ذلك الفراغ الذي يعيشه ومحاولة التقرب اليه بشتى الطرق من اجل تفهم مشاعره وانفعالاته وتخيلاتهان الجانب الحركي له تأثير مهم في تعبير الطفل عن أفكاره ومشاعره كما تساهم كذلك في التخفيف من التوتر والقلق وتخلق له فضاء للتسلية واللهو بالإضافة الى انها تساهم أيضا في الترابط بين النضج العضوي والخبرة العصبية الحركية. وبالتالي يجب ان تكون كل هذه الأنشطة بشكل مستمر من اجل إيجاد الصعوبات التي تواجه الطفل والتمكن من حلها، كما تعزز مهاراته الشخصية من اجل المشاركة الإيجابية في الحياة اليوميةفالأنشطة النفسية الحركية تساهم كذلك في تعزيز البيئة الاسرية في ظل الظروف المتعلقة بالحجر الصحي لتصبح بيئة اسرية مغذية وفعالة. اما فيما يخص البرامج المقترحة للأنشطةفتتمثل في ثلاثة ابعاد أساسية وهي: الوعي بالجسم، ثم الوعي بالمكان ويأتي ذلك عبر مجموعة أنشطة تطبيقية الممارسة مع الطفل تتعلق بالتوازن ودوام الأشياء وفق قالب ترفيهي لعبي، كذلك أنشطة التنسيق الحركي والجانبي (يمين/يسار) تم الرسم ،التسلسل والتعاقبالتدرب على الخطوط الافقية والعمودية ،كما يجب تخصيص ركن محدد للدراسة والاشتغال مع الطفل بالإضافة الى تخصيص حيز زمني محدد للاشتغال على المعامل التربوية التي تنمي الحس الإبداعي والخيالي.فكل هذه الأنشطة المقترحة تدخل في اطار ابعاد حسية نفسية وحركية تساهم في تطوير قدرات ومهارات الطفل المعرفية والتواصلية والاجتماعية وفق منظومة التربية النفسية الحركية في ظل الظروف المرتبطة بالحجر الصحي.