وحرصاً من دول العالم المتقدم على الاهتمام لفئة الموهوبين والمتفوقين فهي توفر كل ما يحتاجونه من برامج أكاديمية، من خلال وسائل الكشف عنهم وتساعدهم على التغلب على مشكلاتهم وإشباع حاجاتهم؛ ويمثل الطلبة المتفوقون ثروةً وطنيةً في غايـة الأهميـة، ومـن واجـب المجتمعات الاهتمام بها ورعايتها، العمل على استثمارها، ربما تعتبر مأساة لهم وللمجتمع على حد سواء، تنسجم مع قدراتهم واستعداداتهم، ) وقد زاد الاهتمام بالتعرف على العوامل المتعلقة بالطلاب المتفـوقين فـي الفترة الأخيرة نتيجة ظهور حركة القياس العقلي والنفسي، والثورة المعرفية والتقنية والمشكلات الناتجة عن الانفجار السكاني، والجهود الفردية للعلماء والذين نذروا أنفسهم لدراسة الطلاب المتفوقين (جروان، كما أن التحصيل الدراسي يعتبر من أهم المحكات المستخدمة في التعرف علـى الموهوبين والمتفوقين على أنه يعد أحد المظاهر الأساسية للنشاط العقلي عند الفرد. وذلك باستخدام السجلات المدرسية، ولأن الطلبة المتفوقين لديهم احتياجاتهم الخاصة بهم والتي يجب تلبيتها كان لا بد من تركيز الجهد عليهم وعلى متطلباتهم، بالرغم من اعتقاد الكثيرين أن الطلبة المتفوقين يستفيدون مـن منهج الذي يقدمه التعليم العام، إلا أن مدرسي التعليم العام يمكنهم تدريس الطـلاب المتفوقين عندما يكون لديهم الوعي ببعض الموضوعات مثل: تنمية مهارات التفكير وتنمية مهارات التفكير وتنمية الإبداع في حل المشكلات واختيار المـواد والطـرق الملائمة للتدريس والإلمام بالحاجات الانفعالية والـوعي بأهميـة التعـرف علـى خصائص الطلاب المختلفة، ويحتاج هؤلاء الطلبة إلى نوع خاص مـن الخـدمات الإرشادية نظراً للصعوبات التي تعاني منها هؤلاء الطلبة وخاصة فـي المجـالات الاجتماعية والانفعالية والأكاديمية، ومن أمثلة هذه المشكلات : الانطواء على الذات وسوء التكيف والعزلة الاجتماعية وقلة الزملاء الذين يشاركونهم اهتماماتهم والبيئـة المدرسية الفقيرة التي لا تلبي احتياجاتهم (بكر، وهناك حاجات خاصة للطلبة المتفوقين يجب إشباعها مـن أجـل الشـعور بالرضا والتوازن ومن هذه الحاجات حاجات جسمية وحاجـات نفسـية وحاجـات اجتماعية وغيرها من الحاجات، وتختلف الحاجات النفسية والاجتماعية للطلبة المتفوقين من مرحلة دراسية إلى مرحلة أخرى، ومن فترة زمنية إلى فترة أخرى مما يسـتوجب بحثهـا باستمرار فالمتفوقين بحاجة شديدة إلى اكتشاف ذواتهم وتحقيق قـدر مناسـب مـن الاستقلالية واثبات أنفسهم أمام الآخرين فهم يواجهون أعباء كثيرة، إلى جانب أعباء الدراسة فقد يواجهون مشكلات عديدة في المجال النفسي والاجتماعي أو الدراسـي بالإضافة إلى أهم قضية وهي التخطيط للمستقبل الذي ينتظرهم (الداهري، ولكل طالب متفوق مجموعه من الحاجات تتطلب الإشباع، وهناك الحاجات النفسية كالحاجة إلى الحـب والنجـاح والحاجات الاجتماعية كالحاجة إلى التقدير والاهتمام والاحترام، وكلما تمكن الطالب من إشباع حاجاته حقق درجة جيدة من التكيف والصحة النفسية، كذلك يواجه المتفوقون تحصيلياً الكثير من الضغوط كونهم يمتلكون العديد من السمات المختلفة عن إقرانهم ولديهم حاجاتهم النفسية والاجتماعية الخاصة التي يجب معرفتها وإشباعها من أجل تمكينهم من التكيف مع البيئة الداخلية والخارجيـة التي يعيشونها، ليحافظوا على الإلتزم القوي بها، لذا فهم بحاجة إلى تزويدهم بالثقة بأنفسـهم وتمـنحهم الاعتقاد عام في فاعليتهم وقدرتهم على استخدام كل المصـادر النفسـية والبيئيـة المتاحة، ويشعروا بالاختلاف مما يؤدي إلى جعلهم يعانون من انفعالات تؤثر على علاقاتهم الاجتماعية مع المحيطين بهم من الأسرة والمعلمين والأقران (الـداهري، Terman 1921حول الخصائص الشخصية والنفسية للمتفوقين التي وجهت أنظار التربويين والآباء إلى أهمية توفير الخدمات الإرشادية المتفوقين، حيـث قدمت أدلة على وجود حاجات نفسية واجتماعية خاصة بهم، وفي هذا الصدد فقد أشارت نتائج الدراسات إلى تركـز رعايـة المتفـوقين وتعليمهم على القدرات الإدراكية والتطور العقلي، حيث كان هناك تجاهل لحاجاتهم النفسية والاجتماعية، على الرغم من ذلك ظهر العديد من الدراسات والأبحاث التـي كشفت عن أن هناك العديد من المشكلات التي تواجه هذه الفئة وتؤثر على تكـيفهم ) السرور، ويعتبر التكيف العملية التي بواسطتها يحاول الفرد أن يحافظ على مستوى من التوازن النفسي والفسيولوجي، وهو القدرة على إيجاد العلاقات المشـبعة بـين الفرد وبيئته، وأن يـدرك قدراته ومهاراته واستعداداته وأن يكون مرناً بالنسبة للمؤثرات المتغيرة (الخالـدي، 2008 ) فالتكيف الاجتماعي يشير إلى قيام الفرد بالمواءمة بين واقعه وفكره وثقافته الداخلية مع محيطه وبيئته الاجتماعية والثقافية، التي قد تكون ناشئة عن اختلافـات أيدلوجية وفكرية بين المجتمع والفرد، ويقـيم علاقات ايجابية تقوم على التأثر والتأثير المتبادل، 2007 ) إلى أن التكيف الاجتماعي يرتبط بقـدرة الفـرد على تحقيق قدر مناسب من الصحة النفسية، بعيداً عن التوتر والصراعات النفسـية التي تؤدي إلى بناء الشخصية المتكاملة المنسجمة، كما أن التكيف الاجتماعي يحقق التوازن بين الفرد والمحيط الذي يعيش فيه، أي بمعنى إشباع الفرد باحتياجاته بالشكل الملائم لمعايير المجتمع وقيمه. وإنها تعاني من مشكلات خاصة بها ولها حاجاتها مما حفز الباحثة لإجراء دراستها حول العلاقة بين مستوى الحاجات النفسـية والاجتماعيـة لـدى الطلبـة المتفوقين تحصيلياً وعلاقته بالتكيف لديهم.