“كتاب الحيوان” للجاحظ هو من أهم وأقدم الموسوعات العربية التي تجمع بين الأدب والعلم والفلسفة في تاريخ الفكر الإسلامي. وقد استعرض فيه الجوانب المختلفة للحيوانات من خلال وصفها وتحليل طبائعها وسلوكها، الكتاب يعكس اهتمام الجاحظ بالعلوم الطبيعية بشكل متفرد، حيث جمع فيه بين الحقائق العلمية وملاحظاته الشخصية، وفلسفية من خلال معالجة موضوعات متنوعة【3】. يمزج الجاحظ في الكتاب بين الوصف الدقيق للحيوانات وطبائعها، وبين استخدام الأسلوب الأدبي الممتع من القصص والنكات والنوادر، مما يُظهر براعته في الجمع بين العلم والأدب【4】. بما في ذلك أوصافها الجسمية، مع مقارنات بين الحيوانات في بيئات مختلفة【6】. ما يميز الكتاب أيضًا هو تأثر الجاحظ بالمنهج التجريبي إلى حد ما، حيث يعرض استنتاجاته استنادًا إلى ملاحظات تجريبية وأدلة حسية【7】. حيث سبق منهجه الكثير من الأفكار في مجال علم الحيوان【8】.