يدخل القارئ معه المستشفى الكبير في المدينة، حيث تلقى الطبيب الناشئ تدريبه الأول، ويمر به عبر أحياء المدينة الساحلية، ليتتبع ذلك «المحتال» الذي أهدى الراوي «قلم زينب» الذي كتب فصول الحكاية، بل وتفرّع إلى 20 قلماً في ختام العمل، تعد بأجزاء جديدة من السيرة التي ستنتقل إلى محل آخر، حيث ودع الطبيب بورتسودان، راحلاً بأمر حكومي إلى مستشفى طوكر، لتكون خاتمة «قلم زينب»: «في الصباح كانت العربة الحكومية التابعة لمستشفى طوكر الريفي تقلني في الصحراء بعيداً، وسط خلاء جاف، ورمال متشعبة في شكل تلال عالية، وعدداً من الرعاة يبحثون عن كلأ لماشيتهم لن يجدوه، تمرق بجانبنا عربة مسرعة يتبادل سائقها التحية مع سائقي بإطلاق النفير العالي المتقطع. كان بحوزتي أكثر من عشرين قلماً من ماركة قلم زينب، اشتريتها من سوق شعبي مررنا به قبل مغادرة المدينة،