ها أنت – أيها الربيع – . فأقبلت معك الحياة بجميع صنوفها وألوانها : فالنبات ينبت ، والأشجار تورق وتزهر ، وكل أليف يدعو أليفه . كل شيء يشعر بالحياة وينسي هموم الحياة ، فإن كان الزمان جسدا فأنت روحه ، وإن كان عمرا فأنت شبابه . استطعت أن تجعل من الشمس حائكا نساجا يحوك أجمل الروض ويوشِّيه ، ويُبدع في النقش والألوان والتصوير ، وجمال تصوير ، يقلده أكبر فنان فيفشل ، ويُحاكيه أكبر مصور فيعجز ، جعلت الدنيا ملء العيون بما أبدعت من ألوان وما مايلت من أغصان وما حِكت من وشي وما صُغت من جمال : فأبيض ناصع ، في زهرة صفراء أو بيضاء ، وأشكال مهندسة تأخذ باللب .