مقدمة إدارة المشاريع الثقافية فهي لرابط اجتماعي يمكن الافراد و الجماعات من بناء هويتهم، وتنمية مواهبهم وتحقيق ذاتيتهم، ويجعلهم يدركون معنى وجودهم و مكانتهم في العالم. وتلعب الثقافة دوراً أساسيا في العملية التنموية باعتبارها جزءا من مكونات الانسان الاساسية. و على الرغم من أن الثقافة تعرضت لفترة طويلة من التهميش و اعتبرت نشاطا ثانويا، فإن التطورات التي شهدها القرن العشرون أدى الى تعاظم دور الثقافة في حياة الأمم والشعوب و أضحت تشكل أحد الاعمدة الاساسية لتنمية الاقتصاديات العصرية، فهي قوة حيوية في الابداع و خلق الثروة و لم يعد اهتمام الدول بالثقافة محصورا في رعاية المؤسسات الرسمية أو التشجيع الحكومي للآداب والفنون، بل تعدى الأمر الى ضرورة العناية بالصناعات الثقافية التي لا تقل شأنا عن الوسائل التقليدية في صنع الثقافة و نشرها. و الثقافة تعد عاملا أساسيا في عملية التنمية الشاملة للمجتمع و هذا ما عبرت عنه صراحة مختلف المؤتمرات و الدراسات التي شددت على ضرورة الترابط بين الثقافة و التنمية. ويمكن ملاحظة هذا الاهتمام في اقدام منظمة اليونيسكو على تكريس عشرية كاملة للتنمية الثقافية ( ۱۹۸۸-۱۹۹۷). و الواقع أن الثقافة في الوقت الراهن أصبحت عاملا حيويا في تطور المجتمعات المعاصرة، و اصبحت الثقافة اليوم في قلب عملية التحول الاجتماعي و من هنا فإن المؤسسات الثقافية التي تنشد البقاء و التقدم ملزمة بأن تواكب التطور الحاصل في جميع المجالات المعرفية، وتعمل على تطبيق أساليب الإدارة الحديثة. و تغطي الادارة الثقافية مجموع المعارف والممارسات الادارية في مجال الثقافة و الفنون، وتشير الى حقل أو إلى نظام من النشاط المادي و غير المادي يختلف عن السلع والخدمات الأخرى. و التسيير بوصفه علما يستند إلى مجموعة من النظريات و المعارف والمناهج المستعارة من الاقتصاد والعلوم الاجتماعية و الادارية لا بد أن تأخذ المنظمات الثقافية بمبادئه. ويجب التذكير انه لا يمكن تطبيق نفس النماذج أو آليات الادارة على جميع المؤسسات وفي كل البيئات، بل إن مراعاة الزمان والمكان مسألة حيوية وضرورية فضلا عن طبيعة المنظمات، إذ لا توجد طريقة وحيدة للتسيير و لا يوجد نموذج مثالي للتنظيم بقدر ما هناك مجموعة من المبادئ والقواعد العامة التي ينبغي أن يسترشد بها القائمون على ادارة المشاريع الثقافية. فعمليا يمكن لكل مسير او فريق اداري ان يبلور اسلوب الادارة انطلاقا من السياق الذي يعمل فيه. حيث ارست مدارس التسيير اسس و مناهج الادارة الثقافية و فتحت مجالا واسعا امام البحث الاكاديمي أسهم في نشر المعرفة في هذا الحقل الجديد.