اللفظة العربية للحداثة مشتقة من الفعل الثلاثي "حدث"، والحداثة نقيض القدم وأحدث الله الشيء بمعنى كان أو وُجد، ويرادفه الجديد ويطلق على الصفات التي تتضمن معنى المدح أو الذم، المحيط بما انتهى إليه الحقائق، المدرك لما يوافق روح العصر من آراء ومذاهب والحديث الذي يتضمن معنى العلم . المقبل على الأغراض التافهة دون الجواهر العميقة، ومعنى ذلك أن الحديث ليس خيرا كله، وخير وسيلة للجمع بينهما هو يتصف الحديث بالأصالة والعراقة والقوة، فاللفظة العربية ترتبط بما له أكثر دلالة، عما يقع إنه ما يحدث فليس الشكل هو المهم، فإن ما يحدث يتشبث بواقعيته وراهنيته. وجاء في قاموس لالاند La Lande أن كلمة الحداثة مشتقة الكلمة اللاتينية Modérons من العقل من المفيد التمييز بين الحداثتية، والتي تشير إلى عقلية الحداثة والمناهج التحتية، والمعتقدات المبدئية لمجمـل عمليات التحديث، الذي أوجده انفصال الكنيسة عن الفعل الاجتماعي والسياسي في أوروبا، في حين يشمل مصطلح الحداثة كل من هذين المعنيين. حالة ثقافية وحضارية و مجتمعية، هي ومهما اختلفت التعريفات اللغوية في تحديد مفهوم الحداثة فإنها لا محالة تلتقي في واحد، فهي دعوة شمولية لاكتشاف المجهول بناء على لحظة وعي نهضوية، كان خطابها يختصر في الإعلان عن ضرورة إحداث القطيعة مع كل ما يمنع العقل من بناء المعرفة الجديدة، فالحداثة العقل الذي أعلن سلطانه وفي وقت لاحق تسلطه على الإنسان، وتقاليد الخضوع الخنوع الخشوع هي التي تفعل فعلتها بالإنسان، لكل الإمكانات والاحتمالات من أجل أن يتمكن الفرد من التمتع بها، إنها تعني تنمية القوى المنتجة وتنمية الوعي بالذات في نفس الوقت، الحداثة". في التنظيم الاجتماعي، والديناميـة ومـا صـاحبهـا مـن عمليات العلمنة والعقلانية الفردية والتمايز الثقافي. وما نستشفه هذا المفهوم أن الحداثة لفظة متفتحة وواسعة تشمل كل ما يتعلق بالعقلانية من على جميع المستويات، الاقتصادية السياسية، الفكرية، فمع ميلاد المنهج التجريبي وولوج الإنسان موضوع الطبيعة، وأصبحت التقنية شرطا أساسياً لبناء الواقعة العلمية. بحيث أصبح المجتمع يتلقى مجموعة من القيم المنفتحة القائمة على التعدد، وحتى المنطلقات والنتائج، إلا أنها طبعت بسمات ومميزات عامة،