فإنه لما كان مقصودهم الإلحاد تعلقوا بمذاهب الملحدين مثل زرادشت ومزك، فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم، ومنع الالحاد أجمع جماعة من الثنوية والمجوس والملحدين، ومن دان بدين الفلاسفة المتقدمين، وقالوا: قد ثبت عندنا أن جميع الأنبياء كذبوا وتخرقوا على أممهم، وأعظم الكل بلية علينا محمد فإنه نبغ بين العرب الطغام، فمنهم مقبل على كسب الأموال، ومنهم على تشييد البنيان ومنهم على الملاهي، فنحن نطمع في إبطال دينهم، فليس الطريق إلا بإنشاء دعوة في الدين، فندخل عليهم بذكر ظلم سلفهم الأشراف من آل نبيهم، وقتلهم وما جرى عليهم من الذل لنستعين بهؤلاء على إبطال دينهم، وتواثقوا وانتسبوا إلى اسماعيل بن جعفر بن محمد الصادق، وكان لجعفر أولاد منهم اسماعيل الأعرج، وتخرقوا على أتباعهم، فقد بان ذلك بما ذكرت، الباعث لهم على مافعلوا من نصب الدعوة.