كانت هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى سقوط الدولة العثمانية ولكن يعد أهمها هو الابتعاد عن تحكيم شرع الله عز وجل، وذلك قد ظهر في الفتن التي انتشرت وظلت تتوالى وتنتشر على الناس حتى تمس جميع شئون حياتهم، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كلا والله لتأمرن بالمعروف وتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق طرأ ولتقصرنه على الحق قصرا أو ليضربن الله بقلوب بعضهم بعضا ثم ليلعنكم كما لعنهم). فالذنوب التي يهلك الله عز وجل بها الدول قسمين وهما معاندة الرسل والكفر بما جاءوا به وكفر النعم والبطر والأشر وغمط الحق واحتقار الناس وظلم الضعفاء ومحاباة الأقوياء والإسراف في الفسق والفجور والغرور بالغنى والثروة فهذا كله يعد من صور الكفر بنعمة الله واستعمالها في غير ما يرضيه من نفع الناس والعدل العام، وكان النوع الثاني هو النوع الذي مارسه أواخر سلاطين الدولة العثمانية وأمرائهم. وكانت الدولة العثمانية في بداية حكمها على علم بأهم الشروط التي عليها اتباعها من أجل إنجاح تلك الخلافة ولكن في أواخر عهدها فقد أصاب تلك الشروط انحرافا واضحا عن المفاهيم الأصلية، بالإضافة إلى ذلك فقد غابت القيادة الربانية ورفض فتح باب الجهاد،