إن علاقة الطفل بثدي أمه لا تعتمد فقط على حاجته للطعام، بل أيضاً على رغبته في التحرر من القلق الاضطهادي، فالرضاعة تحرره من دوافعه التدميرية، والتي يمكن أن تكون موجهة ضد الذات أو ضد أشياء في العالم الخارجي. وهذا ما أكدته م استنادا إلى سماعها لبعض الراشدين، وذلك لأنه لم يتمكن من أن يجد لدوافعه التدميرية ولا لقلقه الاضطهادي مخرجا يتنفس من خلاله. إذا كان إحباط رغبة الطفل غير مبالغ فيه، فإن ذلك بإمكانه أن يساعده على التكيف السليم مع العالم الخارجي، وأن يتطور لديه مفهوم الواقع. وهنا تؤكد ميلاني كلاين أن الإحباطات التي تليها مجموعة أخرى من التحفيزات والتشجيعات، تمكن الطفل من الشعور أنه قادر على مواجهة قلقه، إلى أن هذا الصراع بين الرغبة وإشباعها يساهم في بناء شخصية الفرد، كما يعتبر اساس العملية الإبداعيةيلاني كالاني من خلال تحليل شخصية البالغين، وخلصت إلى أن الطفل يشتاق إلى أم تستطيع أن تفعل كل شيء وتحمي نفسها من كل ألم وشر،