«من ليس له ماض ليس له حاضر ولا مستقبل». لعلّ من أبرزها المتاحف. أحمد السعداوي (أبوظبي) ومتحف الاتحاد، وقلعة الجاهلي في العين، ومتحف زايد الوطني في جزيرة السعديات، أو أقيمت لاحقاً سيراً على نهجه ورؤيته البعيدة في حفظ تاريخ الآباء والأجداد، ولذلك من الطبيعي أن يقوم بإنشاء المتاحف بمختلف أشكالها لأنها الحامي الحقيقي للتراث وأفضل وسيلة لحفظه عبر الزمن، حيث كان طيب الله ثراه، مهتماً بالتنقيب عن الآثار مع فريق دنماركي في جزيرة أم النار، ورافقهم في جولات تنقيبية في أماكن أخرى عديدة بمدينة العين وضواحيها، وعمل على إظهار جذور الإنسان الإماراتي الممتدة على هذه الأرض منذ قرون بعيدة. وأضاف خوري: حتى يشجع الشيخ زايد الناس على حب التراث، ولأنه كان بدوياً أصيلاً كان محبوباً من الجميع، حيث كان يعيش حياته مثلهم تماماً في هواياته وتعاملاته اليومية كافة، ومنها متحف زايد الوطني في جزيرة السعديات. وسيشكل المتحف معلماً بارزاً في المنطقة الثقافية في السعديات إلى جانب كل من متحف «جوجنهايم أبوظبي» ومتحف «اللوفر أبوظبي»، بالإضافة إلى برنامج عرض ديناميكي خاص. كما يعكس المتحف انتقال دولة الإمارات إلى الحداثة والنمو المتسارع الذي حققته في غضون أربعين عاماً، واستلهم تصميم المتحف من طائر الصقر، وأوضح خوري أن متحف العين، ليعكس ملامح التراث الإماراتي عبر محتوياته المتنوعة وبعض مقتنياته التي تمتد إلى العصر الحجري الجديد، وهنا يجب أن نشير إلى متحف مركز زايد العدل، وهو ما لم يكن يعرفه الآخرون والأجيال الجديدة، وتتاح لها فرصة الاطلاع عليه عبر هذا المتحف وغيره من المتاحف المنتشرة بالدولة التي نجحت في تحقيق الهدف منها إلى حد بعيد. وهذا ما آمن به الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وعمل على غرسه حياً، الباحثة في التراث المحلي: إن الشيخ زايد كان له دور كبير في بناء المتاحف، وكرّس لدى كل إماراتي حب ماضينا الجميل والاعتزاز به، فهو أول من ربط المستقبل بالماضي، الحصن، الفجيرة، وغيرها الكثير في إمارات الدولة يشهد بإسهامات زايد في حفظ التراث والهوية الإماراتية عبر المتاحف، ولفتت إلى أن شعور الأفراد بأن القيادة تدعونا لحفظ التراث والتاريخ، دفع الكثيرين لإنشاء متاحف شخصية وهي ظاهرة قل أن تنتشر بهذا الشكل بين شعوب العالم، كما أن هذه المتاحف ليست فقط مكاناً لحفظ التراث بل واجهة سياحية وحضارية وثقافية وتاريخية للدولة أمام كل من يزورها، فتعددت المتاحف في الدولة، ومنها متحف الاتحاد في دبي، أن هناك متاحف تعرض لمكتشفات أثرية تعود إلى آلاف السنين، مثل حضارة أم النار، مليحة، ليعرف الجميع عن هذا الراحل العظيم سواء الزائرين أو الأجيال الجديدة. وقال علي محمد المطروشي، مستشار التراث والتاريخ المحلي، زار متاحف متعددة وأدرك دورها في حفظ التراث والهوية الوطنية والموروث الشعبي والآثار، ولذلك نجد أن إمارة أبوظبي شهدت إقامة أول متحف في الدولة في العام 1969، وتابع المطروشي: افتتح زايد، رحمه الله، فكان وجود قامة كبيرة مثل الشيخ زايد، رحمه الله، في هذا الحدث، وهو ما حرصت عليه كل إمارة لاحقاً لتوثيق تراث وتاريخ الإمارات، وبالنسبة لمتحف زايد في جزيرة السعديات، فاسم الشيخ زايد وتاريخه يستحقان مثل هذا الصرح الحضاري الكبير، طيب الله ثراه، فقد نشأ وترعرع في كنف التراث وعلى هدى قيمه وأعرافه وتقاليده، فلقد درس وتخرج في مدرسة التراث، رحمه الله،