يتزايد الاهتمام اليوم بموضوع التلاحم المجتمعي، خاصة في المجتمعات التي تشهد تنوعاً ثقافياً فكرياً واضحاً بين مكوناته. وما ذلك إلا لتعزيز التآلف بين مكونات المجتمع وتقوية الأواصر بين كافة فئاته، ويعتمد قوة التلاحم المجتمعي على مدى تمتع أفراد المجتمع بالمبادئ والقيم المرتبطة بالمصلحة العامة للمجتمع، والثقة المتبادلة واحترام الجميع في ظل الهوية الجمعية للمجتمع. التسامح وتقبل التعددية فيالمجتمع والمساوة بين الأعراق والأجناس والتجنب التام للإقصاء والتهميش(CSSC 2009). ويلاحظ الباحث في الأدب النظري الخاصبموضوع التلاحم المجتمعي أن تعريف التلاحم الاجتماعي أمر شائك اختلفت وجهات نظر الباحثين فيه، وبسب تعدد أبعاد الموضوع ولكونالمقاربات الخاصة بتعريفه نسبية، الذي يرى أن المجتمع المتلاحم هو: "المجتمع الذي يعمل علىتوفير الرفاهية للجميع ويحارب الاقصاء والتهميش. (OECD 2011) بناء على الهوية والقيم والأهداف المشتركة. ومن جهة أخرى هو: ضمان المجتمع للأفراد الرفاهية من خلال المساواة في توفير الفرص والبعدعن جميع أشكال التهميش. وتكمن أهمية التلاحم المجتمعي في منظومة القيم التي يخلقها، لا يوجد مجتمع إنساني مثالي،