ففي غضون شهر واحد من اشتعال الحرب تمكن الجيش الألماني من التوغل عميقاً في شمال شرقي فرنسا، وراحت باريس تستعد لحصار طويل، وبلغ الإرهاق مبلغه بالقوات الفرنسية التي ظلت تتراجع من خط إلى خط طوال 12 يوماً حتى جنوب نهر المارن. وعندها فقط قرر القائد العام للجيش الفرنسي الجنرال جوزيف جوفر Joseph Joffre المخاطرة بهجوم معاكس لإيقاف الغزاة بتشجيع من الحاكم العسكري لباريس الجنرال جوزيف-سيمون گالييني Joseph- Simon Gallieni، ووعده بتعبئة كل ما يتوافر لديه من القوى لهذه الغاية. وفي صباح 6 أيلول/سبتمبر قام الجيش السادس الفرنسي بقيادة الجنرال ميشل-جوزيف مونوري Michel- Joseph Maunoury بتسديد ضربة إلى جناح الجيش الأول الألماني بقيادة الجنرال ألكسندر فون كلوك Alexander von Kluck، ولما استدار الجنرال كلوك لمواجهة الهجوم انفتحت ثغرة عريضة بطول نحو 50كم بين قواته وقوات الجيش الثاني الألماني. واستغل الحلفاء هذه السانحة على الفور فدفعوا خلالها قوات الجيش الخامس الفرنسي وقوة الحملة البريطانية. وفي السابع والثامن من أيلول/سبتمبر وصلت تعزيزات من باريس لقوات مونوري بلغت 6000 جندي مشاة تم نقلهم على جناح السرعة بكل وسائل النقل المتوافرة، بما فيها 600 سيارة من سيارات الأجرة (التكسي)، فكانت تلك أول عملية نقل قوات بالسيارات في تاريخ الحرب.