ومن اعظم تقهقر المسلمين الجبن والهلع بعد ان كانوا اشهر الامم في الشجاعة واحتقار الموت يقوم واحدهم للعشرة وربما للمائة من غيرهم فالآن اصبحوا الا بعض قبائل منهم يهابون الموت الذي لا يجتمع خوفه مع الاسلام في قلب واحد ومن الغريب ان الافرنج المعتدين لا يهابون الموت في اعتدائهم هيبة المسلمين اياه في دفاعهم وان المسلمين يرون الغايات البعيدة التي يبلغها الافرنج في استحقار الحياة والتفاهت على الهلكة في سبيل قوميتهم ووطنهم ولا تأخذهم من ذلك الغيرة ولا يقولون نحن أولى من هؤلاء باستحقار الحياة