ويمددان في زمن التخلص من الإنقلاب، بأن يعطيانه "نفسا"، التقييم الذي يمكن أن نستخلصه من التسعة أشهر الماضية من عمر الانقلاب، يعطينا في وجه من وجوهه هذه النتيجة ارتبك الانقلاب، ولكن ارتباك مقاوميه مكنه من المضي قدما في تحقيق خطته . النقد الذي وجهناه لمواطنون ضد الانقلاب هو من هذه الزاوية . دعمنا ولا زلنا ندعم مواطنون ضد الانقلاب، وهي الفاعل الحقيقي الذي بادر بمقاومة الانقلاب على الأرض . نتفهم حرصهم على تجميع قوى الثورة إذ لا نجاح بصف ثوري منقسم . حتى يوفروا فرصا أكبر لالتحام الجميع نحو هدف مشترك وبرنامج ميداني مشترك قادر على مقاومة ومقارعة الانقلاب . لكن كل ذلك لا يجب أن يكون على حساب وضوح الهدف ووضوح خارطة الطريق انتظار إمعان الانقلاب في ورطته حتى يقتنع الجميع أنه لا بديل عن مقاومة الانقلاب، كل الأهداف التكتيكية" تتحول أمام عدم وضوح الهدف الاستراتيجي إلى خادم للانقلاب . لأنها تبني وعيا مفاده البحث عن حل مع الانقلاب قائم على الحوار والتفاوض . كل ذلك يستثمره الانقلاب ولا يفيد جبهة مقاومته، عدم نضج الساحة للتقدم العملي في أشكال أرقى للمقاومة الميدانية للانقلاب لا يعني أن لا يكون هدفك واضحا . كتبت مبكرا أنه لا يسقط الانقلاب الا الساحات الرافضة والصامدة . لا يسقط الانقلاب إلا تفكك جبهته الداخلية . إلا تخلي الأمن والجيش والإعلام والاتحاد عنه وهؤلاء جميعهم لا يتخلون إلا بالمقاومة الميدانية . مقاومة ميدانية صامدة ومستعدة لتقديم التضحيات لا يسقط انقلاب بدون تضحيات . مواطنون ضد الانقلاب وجبهة الخلاص الوطني إذا لم تكن خطتهما الميدانية وخارطة طريقهما مبنية على هاته القناعة، فلن يحققا هدف مقاومة الانقلاب، بل قد يكونان عونا له من حيث لا يشعران ويتحولان دليلا على الحرية التي يصونها وعلى "الديمقراطية" التي يحافظ عليها !!! ومن وهم "الحلول التوافقية" معه، إلا تضحياتنا على الأرض . والمنقلب . إلا تكتيكاتنا وقدرتنا على إدارة الصراع وغزو القلوب والعقول: قلوب وعقول الشعب كشفا وتثبيتا، حين يتحدث عن حكومة إنقاذ وعن حوار وطني وعن انتخابات مبكرة ! . ما لم يكن ذلك بعد اسقاط الانقلاب، فلن يكون له معنى ولا تحقق على الواقع . ويفتح الطريق لإمكانية التوصل إلى حلول خارجه وهو لعمري خطأ استراتيجي كبير وعواقبه وخيمة. على مستوى أشكال المقاومة . لحد الآن هناك فقط تركيز على المقاومة القانونية وعلى السلمية وهو لعمري ارتباك لا يشجع ولا يجرئ على مقاومة الانقلاب . عن أي قانون يتحدثون مع من داس كل شيى له علاقة بالقانون ؟ والحديث عن السلمية بقدر أهميته إلا انه يقدم الرد على استعمال القوة المفرطة والنارية بالصمود والصدور العارية سلمية بدون فلسفة: لم يسقط انقلاب بالمطالب والنداءات، ولا بالرسائل المباشرة وغير المباشرة . بل إنقاذ مواقعهم ومصالحهم . لكل ذلك بقدر ما تكون جبهة المقاومة قوية وصامدة وجاهزة لكل السيناريوهات وبدائلها مكتملة، وعلى تحشيد الشعب أسرع .