إن من أوجه الإعجاز البلاغي في القرآن، واشتمل القرآن على جميع أنواع البلاغة، الخصائص المتعلقة بأسلوب القرآن والكلمة القرآنية والجملة القرآنية وصياغتها، قال الضرير: سمعت أبا عمرو يقول: البَلْغُ‏ ما يبلغك من الخبر الذي لا يعجبك، القول: اللهم سَمْعٌ لا بَلْغٌ‏ أي اللهم نسمع بمثل هذا فلا تنزله بنا مما سبق يمكن تعريف الإعجاز البلاغي بأنه هو أوجه البلاغة في القرآن التي يعجز البشر عن الإيتاء بمثلها. 5. الإيجاز المعجز والحكم والأمثال والإخبار عن الغيب. وأصناف الاستعارة وحسن المطالع والمقاطع، وحسن الفواصل، أقسام الإيجاز و الحذف إسقاط كلمة للاجتزاء فيها بدلالة غيرها من الحال أو فحوى الكلام، و القصر بنية الكلام على تقليل اللفظ و تكثير المعنى من غير حذف. فمن الحذف، وَ سْئَلِ الْقَرْيَةَ و منه وَ لٰكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقىٰ و منه طٰاعَةٌ وَ قَوْلٌ مَعْرُوفٌ و منه حذف الأجوبة، و نلاحظ فى ذلك أمرين: فقد يكون الكلام فى مقام الإطناب، ثانيهما: أن الحذف فى ذاته بلاغة إذ إنه يعطى الكلام قوة، الإيجاز: فإنما يحسن مع ترك الإخلال باللفظ والمعنى؛ أما الحذف: الإسقاط للتخفيف: مثل قوله تعالى: ﴿وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا﴾ [يوسف:82]، لأن النفس تذهب كل مذهب في القصد من الجواب. الألفاظ والحروف والأسلوب، والإيجاز المعجز والحكم والأمثال والإخبار عن الغيب، واشتمل القرآن على جميع أنواع البلاغة، ويتجاوزها إلى ما لم يعرفه العرب ولا يستطيعون، والبلاغة على عشرة أقسام منها: الإيجاز والتشبيه والاستعارة والتلاؤم والفواصل والتجانس والتصريف والتضمين والمبالغة وحسن البيان، الخصائص المتعلقة بأسلوب القرآن والكلمة القرآنية والجملة القرآنية وصياغتها، 9][10] فإنه مشتمل على جميع فنون البلاغة من ضروب التأكيد وأنواع التشبيه والتمثيل، وخلوه عن اللفظ الركيك والشاذ الخارج عن القياس النافر عن الاستعمال، وغير ذلك من أنواع البلاغات. وهذه الخصائص هي: ويراها مقدرة على مقياس عقله ووفق حاجته. بشكل يضفي عليها الجدة، ويلبسها ثوبا من التجسيم والتخييل غير الذي كانت تلبسه، تمتاز الكلمة التي تتألف منها الجمل القرآنية بالميزات التالية: • جمال توقيعها في السمع: فليس في القرآن لفظ ينبو عن السمع، وانظر إلى كلمة {َأَغْطَشَ}[17]، وكأن القارئ يشم منها رائحة المعنى المطلوب، • اتساع دلالتها: بحيث يعبر بكلمة واحدة عن معنى لا يستطاع التعبير عنه إلا ببضع كلمات أو جمل، كما يحتاجها الجائع لتحضير طعامه، • التلاؤم والاتساق بين كلماتها: وتأمل تناسق الكلمات في كل جملة، فيدل على أنهما استطعما جميع أهل القرية، بخلاف (استطعماهم) فإنه يحتمل أن الاستطعام كان لمن أتياهم، • إخراج المعنى المجرد في مظهر الأمر المحس الملموس: ثم بث الروح والحركة في هذا المظهر نفسه، 11] وبيان ذلك: أن الكلام مرآة لطبيعة المتكلم تتجلى فيما يكتب أو يقول، فإن ذلك لا يمكن أن يصل إلى حد التناقض، فلا يمكن لإنسان ما أن يصوغ كلاماً ينشر من حوله عظمة الربوبية وكبرياء الألوهية في صياغة لا تكلف فيها ولا تمثيل، كما هو ظاهر في كلام الله، وانظر إلى هذا الكلام الذي يتنزل من عرش الربوبية، تضع أمام الرائي لوحة قد تثير في ذهنه معنى من المعاني، 22 لتحيل بدورها المعاني المعتادة إلى صور يتأملها الخيال ويدركها الشعور، وتكاد العين أن تستوعبها قبل أن يستوعبها العقل.