ذلكَ الجبلُ الأشمُّ الَّذي لا يُمكِنُ أنْ تُذكَرَ العَينُ إلَّا ويُذكَرُ معَها بوصفِهِ شاهدًا على أصالـةِ دولـةِ الإماراتِ العربيَّـةِ المُتَّحدةِ وطبيعتها الخلَّابـةِ. يقعُ جبلُ حَفيت في الجهـةِ الجنوبيَّـةِ مِنْ مدينـةِ العينِ، ويُؤلِّفُ الجهـةَ الغربيَّـةَ لجبالِ عُمانَ وجبالِ الحجرِ. يَمتدُّ عبرَ دولتَي الإماراتِ العربيَّـةِ المُتَّحدةِ وسلطنـةِ عُمانَ، ويبدأ مِنْ (دوَّارِ الصَّدفـةِ) في المِنطقـةِ الصِّناعيَّـةِ في مدينـةِ العينِ مُتَّجهًا جنوبًا نحوَ سلطنـةِ عُمانَ. كما أنَّهُ يَتميَّزُ بنظامٍ بيئيٍّ مُتنوِّعٍ وفريدٍ مِنْ نوعِه، ممَّا أعطاهُ أهمِّيَّـةً بيولوجيَّـةً وطبيعيَّـةً مُميَّزةً جعلتْهُ أحدَ أبرزِ المَعالِمِ التَّضاريسيَّـةِ في مدينـةِ العينِ، كما أنَّ مجموعـةَ الإماراتِ (للتَّاريخِ الطَّبيعيِّ) في أبو ظبي قدَّمتْ بينَ عامَي (1998 م – 1997م) مادَّةً قرائيَّـةً لكُلِّ مَنْ يُريدُ استكشافَ الجبلِ، وبتوجيهاتٍ منَ الشَّيخِ زايدٍ بنِ سُلطانَ آلِ نهيَّانَ -رحمَهُ اللَّهُ- أصبحَ جبلُ حَفيت جُزءًا مِنْ منظومـةِ العينِ الثَّقافيَّـةِ السِّياحيَّـةِ، وأُدخِلَ في خارطـةِ العينِ الحضاريَّـةِ. تعرَّضَتْ لعواملِ التَّعريـةِ الطَّبيعيَّـةِ على مدى ملايينِ السِّنينِ كان الباني المؤسس الشيخ زايد بن سلطان ــ رحمه الله ــ نموذجا لأبنائه المواطنين في ارتياد المواقع الاثرية القديمة، فتعد زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولةــ حفظه الله ــ إلى (مدافن جبل حفيت) في مدينة العين مثالا للسير على نهج المغفور له وتكملة المسيرة في الحفاظ على مقدرات الوطن.